الهجوم على البنك المركزي

قُتل الأبرياء ونجت الحقيقة

حسن الزيدي

 [email protected]

خلافاً لجميع التحليلات والأخبار المتضاربة التي يؤكد بعضها على حرق وثائق من أجل التغطية على السرقات، ويؤكد بعضها على محاولة سرقة كميات كبيرة من الدولارات وغيرها من الأخبار، فإننا نقول إن الهجوم تقف وراءه جهة واضحة بأهداف واضحة، هذه الجهة أو الدولة تريد أن توصل رسالة إلى جميع السياسيين العراقيين قبل انعقاد جلسة مجلس النواب بيوم واحد أن الأمر بيدها وأن المفاوضات يجب أن تجري معها وحدها، وأنها تمسك بجميع خيوط اللعبة في العراق، فهذا البنك المركزي (عصب الحياة) في العراق يمكن أن يهدوه بلحظات، هذه الدولة هي إيران.

ونستطيع أن نفند كل التحليلات خلاف هذا التحليل، فإن كانت عصابة فلا يمكن أن تكون  هناك عصابة في العراق سرقت أموالا طائلة من البنك المركزي وتريد أن تحرق الوثائق هذا كلام تافه أصلاً، وإن كانت جهات تابعة للحكومة فإنها يمكنها أن تكلف موظفين بحرق كافة الوثائق دون شوشرة كما فعلت في مدينة الطب وغيرها، وإن كانت سرقة فلا توجد أية مؤشرات لمحاولة سرقة،  وإن كانت القاعدة فلا يمكن لأية قوة خارج الحكومة تستطيع اختراق كل تلك الحواجز الأمنية بأسلحة ومتفجرات بكميات كبيرة.

لذا يجب أن تكون هذه الحادثة سبباً في وعي العراقيين جميعاً بسنتهم وشيعتهم وبقية طوائفهم، وإدراكهم للدور التخريبي الدموي السوداوي الذي تلعبه إيران في العراق منذ العام 2003 وإلى الآن وما زال الحبل على الجرار. يجب أن تطلق القوى العراقية جميعها صيحة واحدة تبا لإيران والتدخل الإيراني والعراق ذو سيادة وغير تابع لهذا النظام القذر، يجب أن يهب أهالي الشمال والجنوب والشرق والغرب هبة واحدة ويعلنوا رفضهم لكل أشكال التدخل الإيراني، ورفضهم للمنظمات والعصابات المرتبطة به من القاعدة وجيش المهدي وبدر ووكلاء الحرس الثوري وثأر الله وغيرها من المجاميع السوداوية التي لا تعرف سوى لغة القتل والدماء.

لنعلن جميعنا العراق دولة ديمقراطية متحضرة لا تؤمن بالطائفية ولا بالاعتداء على أرواح وحريات وممتلكات المواطنين، وأن المواطن العراقي ينام في بيته آمنا مطمئنا قرير العين في ظل حكومة (نأمل أن تكون بهذه المواصفات) عادلة نزيهة كالأب حين يتعامل مع أبنائه، حكومة لا تعترف بكل ما هو غير وطني، ولا تعترف بأية إملاءات خارجية وتتصدى لها بقوة وشجاعة.