لماذا نحروا غازي كنعان !!؟
لماذا نحروا غازي كنعان !!؟
د.خالد الأحمد *
ما الذي دفـع النظام الأسـدي إلى اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء غازي كنعان !!؟ ومن هي اليـد الطويلـة التي وصلتـه !!؟
يحاول الأستاذ أحمد أبو صالح أن يكشـف بعض الإشــارات التي قـد تلقي الضـوء على ذلك الحدث الكبير في سوريا ...
بعض أنشــطة اللواء غازي كنعان الأخيـرة :
1- اتصـالاتـه مع المعارضـة :
يقول الأستاذ أحمد أبوصالح ( عضو قيادة قطرية سابق ، يعيش في براغ حالياً ، وهو من كبار المعارضين البعثيين حالياً ) يقول في حديث إلى موقع العربية نت الاخباري الالكتروني: كانت اتصالات غازي كنعان مع شخصيات سياسية سورية معارضة في الداخل مستمرة حتى موته, وكان الحديث يدور معهم حول كل الأمور, وعلى رأسهم منصور الأطرش الذي كان عضوا في القيادة القومية والقيادة القطرية في حزب البعث وكان وزيراً سابقاً وعضو مجلس قيادة ثورة آذار 1963 وهو ابن سلطان باشا الأطرش...
وتابع أبو صالح: أما بالنسبة للاتصالات التي أجراها مع الخارج, لست على بينة من كل الاتصالات, ولكن على الأقل اتصل بي وبآخرين, واتصالنا كان عن طريق شخص حمل رسالة شفهية من غازي وأخبرني أيضاً أنه كلف الاتصال بآخرين وأعطاني اسمين فقط, وآخر اتصال بيننا كان قبل موته بشهرين أو ثلاثة.
وقال أبو صالح إن غازي كنعان طلب أن أقبل ضيافته في سورية لنتباحث بشؤون البلد, وإذا قررت العودة بعدها إلى براغ فلا مشكلة أبدا,ولكن أنا فضلت اللقاء في براغ وقلت له يشرفني أن تكون ضيفاً علي هنا وهذا ما أرسلته له أيضاً عبر الفاكس إلى سورية, علما أن الاتصالات بيني وبينه بدأت قبل اغتيال رفيق الحريري بأشهر معدودة.
ورجح أحمد أبو صالح أن تكون اتصالات غازي كنعان مع معارضين سوريين بمبادرة شخصية منه .
وفسر المعارض أبو صالح اتصالات غازي كنعان به أنها في إطار البحث عن وجه سني كواجهة لتغيير يخطط له كما حاول اللواء محمد عمران في الستينات أن يجعل من البيطار و أبو صالح واجهة سياسية له.
2- اطـلاعـه على تـورط النظام السـوري في اغتيال صديقـه الحريري :
من المعروف أن الرئيس رفيق الحريري كان ينفق بسـخاء على اللواء غازي كنعان ، وقد بنى لـه قصـراً في قريـته ، وكانت العلاقة بينهما حميمـة جداً ، عندما كان غازي كنعان الحاكم العسـكري للبنان ... وكانت كل صغيرة وكبيرة لاتمـر إلا بعـد موافقتـه عليها ....عندئذ كانت حكمة الرئيس الحريري أن أشبعه أو حاول إشباعه بالمال كي يقف إلى جانبـه ....
وبعـد أن ترك اللواء كنعان لبنان ليتسـلم وزارة الداخلية في النظام الأسـدي ، ووصلت أمور لبنان إلى العميد رســـتم غزالي ، الذي كان من رجال اللواء كنعان في الماضي ، وكان يتلقى أوامره منـه ، وكان ينتظـر الفرصـة ليخلـو لـه الجـو وينفرد بلبنـان ....
3- حاول اللواء كنعان أن يجمع أمـور الأمـن في سـوريا كلها تحت ســلطة وزارة الداخلية :
ولكن هذه المحاولـة لاترضي الأجهـزة الأمنيـة في النظام الأسـدي ، التي اعتادت أن تكون كل منها دولة داخل الدولة ، من أجل استمرار النهب ، وعندما تكون كلها تحت سلطة مركزية واحدة ، معنى ذلك تراجع النهب إلى حده الأدنى ....
4- أما اليـد التي طالت اللواء غازي كنعان فهو اللواء آصف شــوكت ، الذي ينـوي القفـز على كرسي الحكم في سوريا ، ويبدو أنـه أكثـر أفراد العصـابـة الأسدية الحاليـة قـوة ونفوذاً مدعوماً بنســـوة القصـر الأســـــدي ...
وقد تسرب من داخل سوريا بعد الاغتيال ؛ أن غازي كنعان كان على وشك الخروج من سوريا قاصداً الولايات الأمريكية المتحدة ، ولكن عنصراً في السفارة السورية في واشنطن عرف ذلك وأخبر آصف شوكت به في الحال ، وهذا ماجعل آصف يعجل بقتل غازي كنعان قبل أن يخرج من سوريا ، ويشكل معارضة قوية جداً ... تهدد النظام الأسـدي بسبب علاقاته القوية من ضباط الجيش السـوري ، ومن يومها وبعد خروج الأستاذ خدام منع النظام الأسدي عدداً كبيراً من رجالاته السابقين من الخروج من سوريا ، حتى أن اللواء علي دوبا مدير المخابرات العامة سابقاً احتاج إلى العلاج في روسيا فأعادوه من المطار ، وبعد أخذ ورد سمحوا له بالسفر في يوم آخر برفقة ضابط مخابرات عسكرية ، رافقـه في الذهاب والإياب والمستشفى الذي عولج فيه ...
هذه حالة النظام الأسدي منذ نهاية (2005) ، يعيش حالة خوف وقلق ، دفعته إلى وضع بيضـه كلـه في سـلة النظام الإيـراني ....
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية