الدين لله والوطن للجميع

الشيخ حسن عبد الحميد

الدين لله والوطن للجميع عبارة جوفاء ! كقول الخوارج لعلي رضي الله عنه : لا حكم إلا لله !

من الذي قال أن الدين لفلان أو علان ! كل الأديان تقول:

الدين لله لا للعباد ! 

أصغر طفل في العالم يقرأ الفاتحة فيقول ( الحمد لله رب العالمين ) ولم يقل قائل في كل الدنيا : أنا رب العالمين !

فالسلام عليكم معناها السلام عليكم ، ومعناها سلامي اليكم موجها نحوكم  .

أما الوطن للجميع فكلمة حق يراد بها باطل ! ولنضرب مثلا :

سوريا فيها طوائف ، وسوريا لكل الطوائف !

فلا نقول عن كردي سوري أنه أجنبي ، ولا عن درزي أنه غريب عنا !

ولكي لا نعيش في الخيال فالمسلمون هم الأكثر عددا في سوريا ومن حقهم أن يكون الرئيس منهم ! وهذا أمر معترف به في كل الدول الديمقراطية !

بل هم يقولون : الرئيس مسيحي كاثوليكي أو بروستانتي ! 

ونحن نقول مسلم بدون حنفي أو شافعي أو حنبلي أو مالكي !

دستور عام ١٩٥٠ احترم كل العقائد والأديان لأن الأنبياء أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، فكان الحكم الفعلي بيد رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية رمز ليس إلا ، رأس الوزارة كان فارس الخوري وعاشت البلاد في ظلال حكمه بأمن وأمان ولم يشك مسلم باضطهاد !

وكان من الوزراء خالد العظم وصبري العسلي . 

في سنة ٥٧ جرت انتخابات كان على صندوق المرشح الشيخ مصطفى السباعي ابنة فارس الخوري ، كان فارس بك ، وهو بك فعلا أكبر دماغ قانوني في سوريا ، وكان مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة ، وكان يفاخر الدنيا بفقه أبي حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن الشيباني أول من ألفّ في العالم عن الحقوق الدولية  .

حضرت جلسة من جلسات البرلمان في سوريا وشاهدت رأس فارس بك الشايب الذي شاب في خدمة سوريا بكل طوائفها ، سمع هتاف صبيان البعث يهتفون خارج المجلس فقال : والله لو وضعت الشمس في يمينهم والقمر في يسارهم ماتركوا شغبهم أو ولدنتهم ! 

إن لعابهم يسيل من أجل كرسي الحكم ؟

ودار دولاب الحياة ... 

واستلم أصحاب الرسالة الخالدة الحكم ، فداسوا كرامة الأمة ، وجعلوا الصغار كبارا ، وجعلوا الأصفار أرقاما !

جعلوا ثلثي الناس مخبرين وجواسيس على بعضهم ! وقدموا سورية على طبق من تنك لحمدان قرمط وأولاده ! 

فعدنا حقا إلى القرون الوسطى ظلما وجهلا وتطاولا ! وأجبروا الأمة على الاحتفال بميلاد الحزب ، وصار لتشرين أبطال نقدس ذكراهم  ؟

وإذا كانت الثورة الفرنسية عندها باستيل فعندنا تدمر وصيدنايا ، ويحتاج تعداد شهداء السجنين إلى موظفي إحصاء !

 ولو كان الشهداء عوام لهان الأمر لكن الشهداء في تدمر وصيدنايا كبار مثقفي سوريا في الطب والهندسة والعلوم  ؟

وإذا كان المحيط الأطلسي يسمى بحر الظلمات فعندنا في سورية حكم الظلمات ! 

والذي يطالب بالإسلام فهو رجعي عفن ! يريد أن يعيد الأمة إلى العصور الوسطى ؟ 

الإسلام هو الذي صنع للعرب مجدا ، الإسلام هو الذي جعل من العرب ( خير أمة أخرجت للناس ) 

اسألوا فارس بك الخوري من كان نصيره وداعمه في الأمم المتحدة يقول : إنه سفير دولة الباكستان ، فهو خير من دافع عن القضايا العربية . 

حدثني رائد اسمه ( م - ك - ح ) وكان سفير لنا في  بكين وهو من أبطال ثورة آذار لكنه طُرد وأبعد يقول وهو الصديق وابن البلد : السفير الباكستاني في بكين خير من يتحدث ويدافع عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى  ؟

مسكينة هذه الأمة :

هداتها عُميان ! وفرسانها عجيان ! أبطالها صبيان ! 

رحم الله ابن منبج وهو يبكي أمته  :

ألإسرائيل تعلو راية     

     في حمى المهد وظل الحرم 

أمتي : 

كيف أغضيت عن الذل    

     ولم تنفضي عنك غبار التهم 

أمتي : كم غصة دامية    

   خنقت نجوى علاك في فمي 

أمتي : كم صنم مجدته

      لم يكن يحمل طهر الصنم 

أتلقاك وطرفي مطرق   

    خجلا من أمسك المنصرم 

وقال شاعر صادق 

أمحمد هل لهذا جئت تسعى   

وهل ينتمي لك همل مشاع 

أإسلام وتغلبهم يهود

    وأساد وتأكلهم ضباع 

شرعت لهم سبيل المجد لكن  

  أضاعوا شرعك السامي فضاعوا !

أجل ضاعوا وصاروا أصفارا على الشمال ؟ 

في مؤتمر باندونغ الذي حضره سوكارنو وعبد الناصر لاحظ الضيف العربي ناصر أن الكثير من الشعب يمسحون كتفه ! سأل ناصر سوكارنو ماذا يفعلون ؟ قال صاحب الدار إنهم  يتبركون بك لأنك من بلاد محمد صلى الله عليه وسلم ؟

سنة ٥٩ أراد عبد الناصر إلغاء الأزهر فقال له سوكارنو إننا لانعرفكم بدون الأزهر ! 

يجب عليك أن تطور الأزهر ؟وطوره ! وشنق هذا المجرم سيد قطب صاحب الظلال رحمه الله وعبد القادر عودة ومحمد فرغلي .

ياحسرة ما أكاد أحملها  

            أولها مزعج وآخرها 

أستاذ علوم وفيزياء وكيمياء كُتب فيه تقرير رفع للأعلى شُوهد يصلي في المأمون ! ومن الأعلى ينزل للاسفل راقبوا جيدا الشباب الذي يصلي الفجر جماعة في المساجد !

 ولا يُراقب أهل الكباريهات ولا الطاس ولا الكاس ؟ يراقب الشباب الطاهر العف ، أصحاب الأيدي المتوضئة ، أمل الأمة  .

ياشباب الإسلام لاتيأسوا فبعد الظلمات فجر صادق  .

شباب الجيل للاسلام عودوا

   فأنتم روحه وبكم يسود 

وأنتم سر نهضته قديما

    وأنتم فجره الزاهي المجيد 

وقولوا بصدق : 

لبيك إسلام البطولة كلنا يفدي الحمى ...

لبيك وإجعل من جماجمنا لعزك سلما ..

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 708