أتراك صائمون يضعون موائد إفطار جماعي وجزائريون في القبائل يجاهرون بالإفطار

أتراك صائمون ينصبون خياما ويضعون موائد إفطار جماعي عبر الشوارع وجزائريون في القبائل يجاهرون بالإفطار نهارا ويفخرون بذلك

شتان بين خبرين ، أحدهما أذاعته قناة بي بي سي العربية ، والآخر أذاعته قناة جزائرية ، أما خبر القناة البريطانية ،فيتعلق بنصب الأتراك خياما في طول البلاد وعرضها تخصص لعملية الإفطار الجماعي ، وقد بلغ عدد الصائمين المفطرين في خيمة واحدة 1200 يتكفل بهم أحد المحسنين ،وذلك طيلة شهر رمضان الأبرك . وفضلا عن ذلك  توضع موائد إفطار جماعية في الشوارع، ويجتمع سكان هذه الشوارع حولها ، وذلك في العديد من المدن التركية حسب تقرير مراسل القناة البريطانية الناطقة بالعربية ، ويغتنم هؤلاء السكان هذه الفرصة لتمتين روابط الجوار بينهم ، و يتولى بعض المحسنين من الأغنياء  في بعض تلك الشوارع الإنفاق على هذه الموائد الرمضانية، فضلا عن كون سكانها يحضرون مأكولاتهم ومشروباتهم . وتعطى هذه الموائد الرمضانية في تركيا ذات النظام العلماني صورة عن واقع الإسلام فيها . وأما خبر القناة الجزائرية ،فيتعلق بإقدام أكثر من مئة شخص في منطقة القبائل على المجاهرة بالإفطار في رمضان تحديا للأمة الجزائرية المسلمة ، ومساسا بمشاعرها الدينية في هذا الشهر العظيم . وإذا كانت موائد الإفطار الجماعي في تركيا العلمانية تعكس مدى تشبث الأمة التركية بهويتها الإسلامية بالرغم من علمانية نظامها ، فإن تجاسر بعض سكان القبائل في الجزائر المسلمة ـ يا حسرتاه ـ على الإفطار العلني نهارا تعكس مدى التردي الحاصل في الهوية الإسلامية لدى العنصر البربري في هذا القطر والذي لا يخفي بعض أفراده من المتعصبين  لعرقهم العداء للإسلام وللعروبة وللعربية حتى أن بعضهم يتكلم البربرية واللغة الفرنسية ، ويرفض النطق بالعربية لأنها لغة القرآن. ويبدو وكأن الوضع في منطقة القبائل خارج عن سيطرة الدولة تتحمل مسؤولية الدفاع عن الهوية الإسلامية و مسؤولية صيانة المشاعر الدينية للمواطنين الجزائريين . وإن إشهار الإفطار علانية في نهار رمضان وبشكل جماعي  يعتبر تحديا لسلطة الدولة الجزائرية ، ويعتبر سابقة خطيرة ،ذلك أن التعصب للعرق البربري  وهو السبب وراء هذا التصرف المسيء لمشاعر المسلمين ليس في الجزائر وحدها بل في العالم الإسلامي . ومعلوم أن هذا السلوك يعبر عن ردة معروف حكم الشريعة الإسلامية فيها . ولم نسمع عن تحرك وزارة الشؤون الدينية في الجزائر ولا  عن تحرك الدولة الجزائرية لردع العصابة الزواوية المتجاسر على مشاعر الأمة الدينية . ومعلوم أن هذه العصابة  المجاهرة بالمعصية لا تتعلق بغبار الأتراك تقدما ورقيا  ومع ذلك نجد هؤلاء الأتراك يحرصون على إظهار مظاهر الحفاوة بشهر رمضان تمسكا واعتزازا بهويتهم الإسلامية ، ولم يفتنهم عن ذلك ما فتن  برابرة القبائل في الجزائر الذين يحاولون تقليد الغربيين في نمط عيشهم لأنهم فقدوا الثقة  في أنفسهم وصاروا مجرد  ببغاوات مقلدين لغيرهم ، و هم  بذلك يعرضون أنفسهم للمهانة والمذلة بعد عزة الإسلام الذي كان آباؤهم وأجدادهم يعتزون به أيما اعتزازا . وإذا كان الأتراك بعد فترة العلمانية قد حصل لديهم وعي بعظمة هويتهم الإسلامية ، فإن برابرة القبائل في الجزائر  الذين تعمدوا الإفطار في نهار  رمضان بشكل جماعي على العكس من ذلك  حصل لديهم نكوص، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، استبدلوا الهوية الإسلامية بالهوية البربرية التي كانت قبل الفتح الإسلامي هوية وثنية . ومعلوم أن الغرض سياسي  من وراء  تعمد  فعلة الإفطار الشنيعة  في يوم رمضان، لهذا لا بد من وضع حد لهذا التحرش بالمشاعر الدينية  للأمة الجزائرية المسلمة  التي لم يفلح المحتل الفرنسي  في  طمس معالم هويتها الإسلامية خلال احتلال دام أكثر من قرن من الزمن . وعلى الشعب الجزائري المسلم أمام غياب السلطة الضرب  بقوة على أيادي من يستهدفون مشاعره الدينية من سفهاء وفسّاق القبائل.

وسوم: العدد 724