يا قاتلي

علاء الدين العرابي

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

يا قاتلي .. هلَّا سألت رصاصتكْ .. من أطلقكْ ؟

أزٍنادُ مِدفَعُك الأثيم أم الهوى ؟ .. أم إصبعكْ ؟

أم ذاك أمرٌ قد قَضاهُ لك الطُغاةُ .. وأخْضَعكْ

هل طاوعت نبضات قلبك فاستجابت رعشتك

ما كنت أعلم أن كُرهك لي يبرر غدرتك

*****

يا قاتلي .. هلَّا رأيت دَمِي يسيل على دمي

ودموع أمي بلَّلت كفني .. وصبَّت في فمي

وأخي الصغير أتى يودعني ويلمس مبسمي

وأُخَيَّتي راحت تودعني .. تقبِّل معصمي

وأبي يردد " حسبنا " والحزن يسكن مأتمي

*****

يا قاتلي .. ما ذنب أمي أن يُكسَّر قلبها

يا قاتلي .. ما ذنب أحلامي يُفَضُّ مسارها

ماذا جنيت لكي تودعني الحياة ظلاها

برصاصة في جوفها حقدٌ يؤجج نارها

ماذا جنيت وهل لمثلي والحياة شبابها

*****

يا قاتلي .. من قال أني مذنبٌ متآمرُ

أو أنني منذ انتفضت على الطغاة الجائرُ

يا قاتلي الظلم في وطن المظالم سافرُ

وأنا وأنت ضحيةٌ للوحش .. ذاك الفاجر ُ

قتلوك حين قتلتني .. فالموت فينا حاضرُ

*****

يا فاتلي .. صوت الهتاف وموجه متصاعدُ

وأنا أردد خلفه .. والصوت صوت واحدُ

حريةٌ وكرامةٌ .. وطنٌ سليبٌ عائدُ

لا زلت أذكر هُ .. وصوتي غاضبٌ ومعاندُ

ورصاصة تجْتاحنا .. سَكَنَ الهتاف الواعدُ

*****

يا قاتلي تلك الرصاصة إنْ عَلمت رصاصتي

خبَّأتها وحفظتها .. كي ما تكون حمايتي

من قاتل خلف الحدود مجاهرٌ بعداوتي

ما كنت أعلم أنها سببٌ لنيل شَهَادتي

أو كنت أعلم أنها من إخوتي وقرابتي

*****

يا قاتلي .. فَصَلوك عني حين قامت ثورتي

فأنا الغريب برغم أني عاشقٌ مصريتي

زرعوا بقلبك حقدهمْ .. نثروا بذور عداوتي

هانت عليك أخوتي .. فقطعت حبل مودتي

وقتلتني والذنب أني قد حفظت كرامتي