على كفِّ أُمنيَّةٍ تستفيقْ

على كفِّ أُمنيَّةٍ تستفيقْ

ثريا نبوي

على كَتِفِ الهدْمِ.. في العَتْمِ

ينعِقُ بومُ الهزائمْ

فتغدو رؤوسُ البنينَ ولائمْ؛

لِعِقْبانَ تكرَهُ سِلْمَ الرِّهانْ

ويشهدُ ما دمَّرَتْهُ المكائدْ؛

تُطوِّحُنا للرياحِ رهائنْ

وتكتُمُ أنفاسَ وردِ المدائنْ

وتَكسِرُ أجنحةً للسلامْ

فيعلو ويعلو ويعلو السؤالْ:

لماذا تراجعَ حُلْمُ الأمانْ؟

وقبلَ الرَّحيلِ يُرصِّعُ أيامَنا بالطِّعانْ؟

وما مِن مُجيبٍ؛ لأنَّا تَخَذْنا الرؤوسَ نِعالْ

ونحن نَلوكُ حروفَ النِّضالْ.

لماذا تُراقُ دماءُ الحقيقةْ؟

لماذا أُوارُ السِّهامِ الصديقةْ؟

لماذا تَغَنَّتْ بناياتِ فُرقتِنا ناعِقاتُ الهوانْ؟

لماذا تَعكَّرَ يا نيلُ صفوُكْ؟

لماذا تَنَكَّرَ يا أُمُّ وجهُكْ؟

لماذا تَوازِي الطريقينِ نهجُكْ؟

لماذا اكْفَهرَّت غيومُ الزمانْ؟

لماذا على قبرِكِ المُشْتَهى

يُصَفِّقُ حفَّارُهُ  للِمَها

إذا خَضَّبَتْ صخرةَ المُنْتَهى

 بالدِّما..بينما؛ لونُها واحدٌ آنَ تسقي

شرايينَ عَوسجةٍ في مرامي الخِصامْ

لماذا الحرائقُ أجَّجَها وانتشى آنَ جفَّتْ؛

على حافةِ النارِ حِفْنَةُ ماءٍ تُرامْ؟

وما انفكَّ يهتِفُ بالريحِ: هُبِّي لتنتشرَ النارُ في العُشْبِ؛

تأكلُ ما ينسِجُ النهرُ من سُنْدُسٍ للوئامْ

أما تُدركينَ دماءَ البنينَ بكأسِ المُرابي وكأسِ الغريبْ؟

وهل تجدلينَ ضفائرَ حُبٍّ وتُخفينَ فيها سِوارَ الحبيبْ؟

هرِمتُ وحُلْمي حبيسُ المنامْ!

***

ويا كَمْ تَهجَّى البنونَ ضفائرَ شمسِكِ إنْ آذنَتْ بالمغيبْ

ونَعناعَ نيلِكِ آنَ يُوشْوِشُ في الشاطئينِ

أنينَ السواقي، حنينَ الغروبْ؛

لفجرٍ يعودُ إليكِ نَدِيًّا على كفِّ أُمنيَّةٍ تستفيقْ

فتغسِلُ بالنُّورِ أهدابَها،

وعند اتِّقادِ شموسِ الحنانْ؛

يُدَثِّرُ وَجناتِها الأقحوانْ.

بِمِرْوَدِ قمحِكِ؛ كحَّلَ ليلُكِ أجفانَها

وليلُكِ كَمْ حنَّكتْهُ الدروبْ؛

فوحَّدَ شملَ طقوسِ التَّحدِّي وصحوةَ أفئدةِ الزعفرانْ.

ويا كَمْ تقاسمَ حُلْمَ البنفْسَجِ مَنْ في ظلالِ النخيلِ تراءَوا؛

على تلَّةٍ يقسِمونَ النسيمَ وخُبزًا ومِلْحًا وأنَّاتِ نايْ؛

تُريقُ الحكايا إذا جَنَّ ليلٌ؛

نُجومًا تَحرَّرُ مِن رِبْقَةِ القيدِ في فَلَكٍ أبديٍّ؛

تُعانِقُ مَوجًا.. ليُوقِفَ عُمرًا من الدَّورانْ. 

تُرى هل تعودينَ بعد الغيابِ لِيَشْتَجِرَ العدلُ بالصَّولَجانْ؟

ويحدوكِ "مِينا" لكي تستفيقي بلحنِ الحياةِ مع العُنفوانْ؟

فغُضِّي الجراحَ وشُدِّي الصباحَ إليكِ بحبلِ الوِدادِ الجُمانْ

وصَلِّي لِتُطفا دموعُ الثكالى، وصيري شُموعًا بليلِ الأيامَى،

وبَسمةَ عيدٍ تُعيدُ اليتامى؛ إليكِ قُبَيْلَ فواتِ الأوانْ.