طيورُ القَصيد!

طيورُ القَصيد!

صقر أبو عيدة

[email protected]

لِلرّيحِ أُغَنّي حينّ أراها تَحمِلُ لِلأَشجارِ سَحابا..

لِلأطْوادِ يطلُّ قَصيدي حينَ تَصُدُّ عنِ النّوّارِ تُرابا..

لِلْكُرباتِ أُغَنّي ساعةَ تَنْفِضُ عنْ جَسدي ألماً وَعَذابا..

لِلأُغْنِيَّةِ حينَ تُكَفكِفُ عنْ كَتِفيِّ الأمِّ مَصابا..

لِلسَّبَلِ الْمَحْرومِ يَحِنُّ لِمِنْجَلِنا

لِلْعَينِ تَفيضُ دُموعاً تَسْفكُها حُبّاً وَعِتابا..

لِلْيَدِ إنْ مَجُلتْ لِتُناغِيَ حَبّةَ قَمحٍ..

تَفتَحُ أَورِدةً لِلْوُدِّ وَأَبْوابا

******

سَأُنَقّي شِعريَ منْ رِجسِ الْكَلماتِ..

لِمنْ لَمْ يَهتكْ للأرَحامِ حِجابا..

كُلُّ فُؤادٍ يَغسلُ دمعةَ طفلٍ نادَى الثّدْيَ..

ولَمْ يَحضرْ

وهُناك القَبرُ وَساكِنُهُ

كانتْ دفءَ العينينِ وأطْيابا

للْقاضي لَمْ يرَ غَيرَ اللهِ

يَقولُ صَوابا..

لِلكَفِّ الممدودةِ حينَ تُنيرُ مَصابيحَ النَّجِدَينِ..

تَضُمُّ الضَّيفَ وجيراني والأحْبابا

سأغني لِلْبُستانِ إذا بَلغَ القَطَفانِ..

يُلَمْلمُ لابْنِ سَبيلٍ قُوتاً وَنِصابا..

حينَ أمُوجُ على دَرجِ الْمَشتَى

سَأغنّي

لِلتّنّورِ على صَفَحاتِ الدّفءِ..

لأَيدٍ تَشكُو الأسْبابا

لِلهُدنةِ في حَلكِ الأيّامِ تُعيدُ صفاءً قد غابا

لِلشّمسِ تُذيبُ صَقيعَ اللّيلِ تَمُدُّ الأَطْنابا

ولمنْ يَهدي لِعروسٍ مِكْحلةً وَرَبابا..

أَهدي قَلبَ قَصيدي أيدِيَ تمنعُ مِطرقةَ الضّوضاءِ..

إذا انْهالتْ ضرباً في هدأَةِ أَجفاني

وَلكلِّ لسانٍ رَطْبٍ يَدعو، يحملُ لِلماضينَ ثَوابا..

أكْتبُ أشعاراً لِغُصونِ البانِ لِترْفُلَ في الْحِشْمهْ

ولمنْ خَلعَ الأغلالَ عنِ الحلمِ المأسورِ هناكَ..

وَصَدَّ خَرابا..

منْ مَسحَ الوَجناتِ إذا شقَّ الإملاقَ دموعاً..

كلُّ طُيورِ قَصيدي أطلقُها مَنّاً أسْرابا

لِلْجُنديِّ أُغَنّي إنْ مَنعَ البارودَ عنِ النّيرانِ وَمُبْتهجا

لا يَحملُ إثْماً أو حَرَجا

يَتَساءلُ حينَ يَرى الأحْداقَ بِغيرِ سَنا

لِمَ لَمْ تَضَعوا سُبُلاً لِلسّلْمِ وَأَبْوابا؟

*****

ودَعوني أسألُ أفئِدةً ألقَتْ لَهباً في الكونِ غِضابا..

أسأَلُ مَنْ؟!!!!

أهُناكَ يَدٌ لَمْ تَرغبْ في قَتلي؟