احتضار الياسمين
آثار فريد أحمد
كم حاولت تلك الأمومةُ
أن تلملم ما تبعثر من حبيبات الفرجْ
وتضافرت كل الجهود بمقلتيها
كي تُعصّر ما تبقى من دُميعاتٍ
لتروي بعض أشداقٍ بها وجع الذبول قد انهمر
وخطوط وجه الريح فوق ملامح الأفراح
في الدنيا درجْ
ولقد تفانت
تنسج الأحلام بعض ملابسٍ
حتى تدفئ طفلها الباكي .,
وجرت تفتش عن مغيثٍ بين أنقاض الحقيقة
كي يجيب نداءها
لكن أقلام الضميرِ
قد استقالت من حناجر بوحهم ،
لم يفهموا الصوت الضعيف الشاكي ..
هلّا سألت غوازي الحكام حين غزتهمُ
فإذا بهم لا يبصرونْ
حتام في خمر المناصب يسكرونْ
حتى متى يتبادلونْ.،
نخب الضحايا والثكالى ,
واليتامى البائسينْ
تعساً لهم
أيجوع في يرموكنا زهر الطفولة ثم يذوي ،
بينما باتت موائدهم تضج بكل ما تهوى العيونْ
يرموك يغرق في الدماءِ
وحوله الطاغوت يهدر في جنونْ
لم يبق في أحداقهِ
إلا دمارٌ واحتضارْ
ويدٌ تمد دعاءها صوب السماء
لعله يجلي الحصارْ ...
فلتصبري شام الديار فان بعد العسر يسرا
فغداً دماؤك سوف تُنبت فوق هذا الصمت
فتحاً وانتصارْ