يا أيها العام الجديد

أيَهِلُّ وَجْهُكَ باسِمآ جَذلانا

أم يَحْمِلُ الأوْجاعَ والأحزانا

يا أيُّها العامُ الجديدُ تحيَّةً

منّا إليكَ يَزُجُّها أسْرانا

في كُلِّ مُعْتَقَلٍ غَدَوْا بظلامِه

يَلقَوْن فيهِ مَرارةً وَهَوانا

ها قدْ أتيْتَ ونحنُ في أكفانِنا

صِرْنا نُزَمَّلُ مثلَما مَوتانا

لا فَرقَ كُنّا فوْقَها او تَحْتَها

ما نفعُ عَيشٍ فيهِ قدْ أردانا

قدْ جِئتَ والعارُ المُذِلُّ يلُفُّنا

وعَدُوُّنا صِرْنا لهُ خِرفانا

أنّى يُريدُ يَسوقُنا وَيسومُنا

خسْفآ ويجعَلُنا لهُ قِطعانا

هذي فلسطينٌ لها قدْ أشهَروا

عقدَ التَّنازُلِ والخَفا قدْ بانا

والشّامُ ينزفُ والعراقُ قدِ اكتوى

فِتَنآ لَهُ قدْ مَزَّقتْ شِرْيانا

وبلادُنا للكفرِ أضحَتْ قُصْعَةً

كلٌّ تَداعى يُبْرِزُ الأسْنانا

حتّى تَقَطَّع كُلُّ حَبلٍ شَدَّها

وخُيولُها قدْ ألْقَتِ الفُرْسانا

لا خالدٌ يُرْجَى الغداةَ وُصولُهُ

في حِمْصَ يَجْثُمُ كاسفآ حَيْرانا

وأخوهُ معتصمٌ لهُ قد كبَّلوا

عقروا له وسْطَ الطريق حِصانا

أمّا صلاحُ الدّين في الفيحاء قدْ

صَبُّوا عَلى قبْرٍ لهُ خَرَسانا

لكننا لله نضرعُ عَلَّهُ

بعد الشِّقاق يَرُدُّنا إخوانا

وإلى صِراطِ الحقِّ يهدينا عَسى

نُحيي شَريعةَ مَنْ إليهِ هَدانا

يا أيُّها العامُ الجديد لتنتظرْ

قبلَ الدخولِِ هُنا لكيْ تلقانا

إنا نُحاولُ أنْ نَلُمَّ فُتَاتَنا

ونُعيدَهُ مِنْ قَبلِ أنْ تَغْشانا

وسوم: العدد 890