ورطةُ عاشق

منصورةُ استمعي دقَّات مضطربٍ

حلَّ الهيامُ به حتّى غدَا نَزِقاَ

يشكو البلاءَ الذي أضحى يُكابدُهُ

ويكتمُ الحزنَ والأشواقَ والقلقَا

مالي أراكِ بقلبٍ لا يرقُّ على

حِبٍّ صدوقٍ يخوضُ الحبَّ مُحترقَا

إنِّي تعبتُ من الإعراضِ يا أملي

فالشِّعرُ مُنهمرٌ من حسرتي وَدَقَا

قد تُنكرينَ علي الصِّدقَ في غَزلي

إذا أحبَّ فؤادٌ شاعرٌ صدَقَا

حبِّي صريحٌ وجِدٌّ في تَوارُدِهِ

إنَّ المحبَّةَ تأبى اللَّغوَ والمَلَقَا

كم من مُحبٍّ غدا عبدا لساحِرِهِ

لمَّا أباحَ بما في قلبه عُتِقَا

لكنَّ قاتلتي تأبى مُحاورتي

بابُ المحبَّةِ في خَفَّاقِهَا غُلِقَا

رَدَّتْ شُعوري وشِعري غيرَ آبِهَةٍ

إنَّ الفؤادَ بذاكَ العُنفِ قد سُحِقَا

تَرمي المشاعرَ في تَيهٍ وفي صَلَفٍ

ولا ترقُّ لقلبٍ عاشقٍ خَفَقَا

فمنْ يُخلِّصُ ذا ودٍّ يُعذِّبُهُ

له فؤادُ هَوَى في وَرْطَةٍ عَلَقَا

وسوم: العدد 892