كيفَ أَمستْ في الدُّجى كَفُّ العَرَبْ؟؟

نحنُ العَرَبْ

أَغلقنا نافِذَةَ الصَّباحِ،

فَتَحنا بابَ الاغتِرابِ،

كَعابِرينَ مَتاهَةً...

فقادنا الضَّبابُ أَنكَرَ أَرضَنا

هميُ السُّحُبْ!

وتنازَلَتْ أَحلامُنا

هَبَطَتْ إلى كَهفِ الظَّلامِ،

تَراقَصَتْ بِرؤوسنا خَمرُ العَجَبْ!

وَنَعيشُ ذُلَّ هَزيمَةٍ

وكأَنَّها ذكرى قَداسةٍ

فهلْ تَقَلَّدَتْ عروبتي

قَداسَةَ انكِسارِها قِلادَةً

تُزَيِّنُ الحِقَبْ؟

لم نمتَلِكْ شَهامَةً...

تُرَتِّبُ الثَّرى وصيَّةً تدُقُّ شَمْسَها

فهلْ سَتَمشي في الثَّرى الخُيولُ

ما تَذَوَّقَ الثَّرى مواهِبَ الشُّهُبْ؟؟

نحنُ العَرَبْ

رَضَعْنا لَهْفَةَ الحنينِ رايةً

تلوحُ في الشِّعارِ،

والمشاعِرُ انطَفَتْ

كَرايَةٍ يُبَلِّلُها العَطَبْ!

وكَذبُنا يَخونُ دَمْعَةَ الثَّرى

ويَنْسى عنوانَ النَّدى

تُبَّاً لكذبِ مَشاعِرٍ...

نَقَشَتْ فَضيحَةَ يَعْربٍ

كَسَرَتْ خُيولاً...

تَنْتَمي مَجدَ النَّسبْ!

وكَتَبْنا لونَ الحُزنِ،

في قوسِ القُزَحْ

والكلُّ يَشْمتُ في العُروبَةِ

كيفَ نشتاقُ الفَرَحْ؟

يا ذُلَّ وقتٍ

قامَ يَمْضَغُ عجزنا...

لا عُذرَ لا فقد تَرَكنا الذُّلَ،

يَفضَحُ السَّبَبْ!

وَرَمَيْنا ما تَبَقى منْ دَمٍ

خَلَعنا روعَةَ التَّاريخِ،

ألقيناهُما...

ما بينَ أَقدامِ الخِرَبْ!

تُبَّاً لوقتٍ يَشتَري صمتَ العَرَبْ

نَمشي إلى غَدِنا...

لِنحيا فوقَ سَقفِ غَيْمَةٍ

فكيفَ تحيا في عُروقِنا المَذلَّةُ حسرَةً؟

كَيفَ انتهى زَمَنُ الغَضَبْ؟

ويترِكونَ دمي نزيفاً

فوقَ أَرصِفَةِ المَذابِحِ،

يوقِظونَ غابَةَ الأوهامِ،

يُطفِئونَ نخوةَ العَرَبْ

والأرضُ أَسئلَةٌ تُوَجِّعُ صَمتَنا

والعُربُ أَجوبَةٌ...

تَطايَرتْ فَقاقيعاً

تُمَزِّقُها مَدامِعُ الكُتُبْ!

ويحي يموتُ الحُلمُ جوعاً

والرغيفُ في يدي اغتِرابُهُ

وجعاً ينوحُ

بينَ نيرانِ الحَطَبْ!

لا ... لا أُصَدِّقُ كَيفَ أَمستْ

في الدُّجى يَدُ العَرَبْ!!

أَلا يُبَلِّلُ صمتَها شَمسٌ؟!

فَكَيفَ سَتَرتَقي حَماسَةً

وتمتَطي خُيولَها تجوبُ في الفيافي

تَكتُبُ جَمرةَ التَّاريخِ،

في لُغَةِ الذَّهَبْ؟؟!

لا... لا أُصَدِّقُ كيف أَمست

في الدُّجى يَدُ العَرَبْ!!

وسوم: العدد 903