من قاد الثورة..؟
من قاد الثورة..؟
أحمد الهواس
في المقهى ثمة ثرثرةٌ
يختلطُ الحابلُ بالنابل
النادلُ يتقنُ أدواراً شتى
يتحدثُ مثل العظماء
يعرفُ كلَّ دروبِ العشق
يتلونُ مثل الحرباء
يصغي لحديث اثنين
ويتابعُ آخرَ بالعينين
يخلعُ كلَّ عباراتِ التبجيل
لزبونٍ لا يسألُ عن باقي الحسبة
ويزمّ الشفتين لمن يطلبُ حقه
هذا الساقي الملعونُ
ينظّرُ في الثورات ..!
يروي أنّ الثورةَ كانت من رحم المقهى ..
في الركنِ المنسي هناك وأشارَ بسبابتهِ
والوسطى..
جلسَ الأحمرُ دهراً يقنعُ أجيالاً بالثورة
حتى انهارَ جدارٌ في برلينَ
فجاءته السكتة..
****************
عندَ البابِ المفتوح
يجلسُ ذاك الليبرالي..
يسْألُ دوماً عن حرٍّ
في زمنِ الفردِ المعبود..
آدم ما جاء بقيدٍ
وكذا آدمنا الحالي..
(دعه يعملْ دعه يمرْ)
فالحريةُ أعظم أشيائي..
في أمريكا الحلم حقيقة ..
حيثُ الإنسانُ هو الإنسان..!
ضحكَ النادلُ في لؤمٍ
لمْ يسمعْ صاحبُنا عن نكازاكي في اليابان
أو عن فيتنام
أو بغداد وقتل الأوطان ..
مسكينٌ هذا الليبرالي ..
****************
أما القومي فهذا أمر ثانٍ
حيّر أفكاري ..
أتعبَ وجداني ..
عربيٌ لسانٍ في لفظٍ
والمرجعُ إيراني..!
يدعمُ كل طواغيتِ العُربِ
ويشدو..
لبلادٍ كانتْ أوطاني ..!
مازال يعيشُ شعاراتٍ..
يرددُها..
صبحَ مساءْ
لم يدرِ بأنّ الدهرَ تخطاها
فالوحدةُ كذبةُ نيسان
والحريةُ في قفصِ السجّان..
مبتسماً نادى الساقي على ولدٍ
نظفْ كلّ الأركانْ
لم يبق زبونٌ في المقهى ..
إلا قادَ الثورةَ في الميدانْ ..