أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه

مُضيف سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام في هجرته الشريفة،

وحارسه، وحامل راياته، والمجاهد جل حياته، القِدِّيس الكريم

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية المباركة، والعام الهجري الجديد 1444ه

*********

*********

*********

*********

2

أبو أيوب الأنصاري

اسمه ونسبه:

*خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي النجاري المدني، أبو أيوب الأنصاري، الصحابي الجليل المُجاهد والسيد الكبير.

والدته: هند بنت سعيد بن عمرو الخزرجية.

مولده ووفاته:

*ولد بالمدينة المنورة، وتوفي في مدينة القسطنطينية "إسطنبول" مُجاهدًا وغازِيًا في سبيل الله.

إضافته لرسولنا في الهجرة:

*نزل عنده سيدنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يوم أن قدم المدينة مهاجرا، أن قدم المدينة مهاجرا، وأقام عنده شهرا، إلى أن بُني مسجده الشريف ومساكنه.

مؤاخاته مع مصعب:

*آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين مصعب بن عمير رضي الله عنهما.

مبايعته النبي في العقبة، والرضوان وشهود المشاهد كلها:

*شهد بيعة العقبة الثانية - وعمره 26 سنة- والمشاهد كلها مع نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبيعة الرضوان.

مداومته الغزو والجهاد حتى وفاته:

*داوم الغزو حتى وفاته، ولم يتخلف سوى عام واحد بسبب تولية شابٍّ على الجيش ثم ندم وقال: ما ضَرَّني مَن استُعمِلَ علَيَّ.

روايته من الحديث:

*رُوي له من الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 155 حديثا.

3

مُحاربته مع سيدنا علي عليه السلام:

*شهد مع علي عليه السلام حروبه كلها، وكان من خاصته.

موقفه من "حادثة الإفك": قالت له زوجُه أم أيوب رضي الله عنهما إبَّان حادثة الإفك: أمَا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟

فقال لها: نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله، فقال: فعائشة والله خير منك، فنزل قول الله جل ثناؤه: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين*)، النور- 12.

سكناه المدينة، وسفره إلى مصر:

*كان من سكان المدينة المنورة، وقدم مصر سنة 46ه.

*انتقاله إلى الشام، فالقسطنطينية:

*رحل إلى دمشق الشام، ولما غزا المسلمون القسطنطينية سنة 52ه صحبهم أبو أيوب رغبة في أن يُغفر له؛ فقد ثبت في صحيح البخاري قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم"، ولم يصلوا إليها إلا بشق النفس، فمرض هناك، فقال للجنود معه إذا مت فأدخلوني في أرض العدو فادفنوني تحت أقدامكم حيث تلقون العدو، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" رواه الإمام أحمد عن أبي ظبيان.

وفاته وقبره:

*مات في القسطنطينية؛ إسطنبول، وقد ناهز الثمانين من عمره، ودفن عند أسوار القسطنطينية، وصار الروم يتعاهدون قبره ويستسقون به إذا قُحطوا، ثم جُعل على قبره مسجد ومزار، وكان الروم يُعظمونه.

        

4

"مَسجد أيُّوب سُلطان" يروي قِصَّة صحابي جليل استُشهد على أسوار القسطنطينية - ترك برس 3/6/2015م

sfghdgh9921.jpg

FacebookTwitterLinkedInWhatsAppEmail App

جامع أبي أيوب الأنصاري - إسطنبول

لقبت إسطنبول بأنها مدينة المآذن، وعاصمة المساجد، لكثرة عدد المساجد التي تحتويها، ويبرز فن العمارة العثمانية في تصميمها، ومن بين هذه المساجد مسجد أيوب سلطان، ويسمى أيضا: Eyüp Sultan Camii)) مسجد أبي أيوب الأنصاري، فهو مسجد عثماني قديم، يقع في منطقة أيوب، في الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول، بالقرب من القرن الذهبي، بني عام 1458م، وهو أول مسجد بناه العثمانيون في إسطنبول، بعد فتح القسطنطينية عام 1453م، وبني المسجد بالقرب من قبر الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، حيث مبناه مستقل تماما عن مبنى المصلى، وأبو أيوب هو خالد بن زيد بن كليب، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، الذي شهد بدرا والعقبة، وغيرها.

كما شهد أبو أيوب مع علي رضي الله عنه، قتال الخوارج، وفي بيته نزل الرسول عليه الصلاة والسلام، حين قدم المدينة مهاجرا من مكة، فأقام عنده شهرا، حتى بني المسجد والمساكن من حوله. وكان أبو أيوب يجاهد في صفوف جيش المسلمين، في القرن السابع للميلاد، حيث دفن هناك، عند محاولة المسلمين فتح القسطنطينية، عام52 هجري، ولكنهم لم ينجحوا، وعندما توفي أبو أيوب الأنصاري، أوصى بأن يدفن في اسطنبول، وبالفعل تم غسله ودفنه في هذه المنطقة.

وبعد مجيء الدولة العثمانية، وفتح القسطنطينية، أصبحت مكانة أبي أيوب الأنصاري عظيمة في الثقافة العثمانية، فقد اعتاد السلاطين العثمانيون، أن يقيموا حفلا رئيسيا في المسجد، ويتقلدون سيفا رمزا للسلطة التي أفضت إليهم، وكانت قيمة هذا الصحابي بالنسبة للأتراك، رتبة ولي الله، فالكثير من زوجات السلاطين، ورؤسائهم، وبناتهم، وجميع الشخصيات المهمة بالبلاد، يوصون بدفنهم في الحي نفسه، الذي يوجد فيه قبر أبي أيوب.

sfghdgh9922.png

وقد كسب أبو أيوب الأنصاري محبة القلوب المؤمنة، كونه مضيفا للرسول عليه السلام، وأكرمه وأعانه وقت العسرة، وله مكانة مرموقة بين المجاهدين، كما أنّ للمسجد أهمية كبيرة، ولهذا يتوافد إليه الملايين، من الزوار كل عام، ليصطفوا ويشاهدوا ضريح أبي أيوب الأنصاري.

وكما تقول الرواية فقد كان شيخ الإسلام "آق شمس الدين"، يبحث عن

مكان القبر، وبالفعل عثروا عليه في هذه المنطقة، وطلب السلطان على الفور أن يتم بناء المسجد، وأن تلحق به أقسام عدة.

يقول تاريخ هذا المسجد، انه كان يضم كلية، جاءها طلابها من أماكن قريبة وبعيدة، ووفرت لهم المأكل والمسكن والعلم، ويضم المسجد مطعما للفقراء، وحماما تركيا، وازدهر من حوله المعمار، ونشطت التجارة. فالمسجد رابع الأماكن الإسلامية المقدسة لدى الأتراك، يأتي في مقامه بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف، حيث يتدافع عدد كبير من من المصلين إلى المسجد، وخاصة أيام الجمعة، لأداء الصلاة.

 وتتوسط الفناء الداخلي وبشكل يحاذي المبنى الذي يحتضن الضريح، ساحة مستطيلة الشكل، محاطة بسياج حديدي، تمتد داخل الساحة شجرة عملاقة عتيقة، يقال إنها موجودة منذ وفاة أبي أيوب الأنصاري، وعلى كل زاوية من السياج، سلسبيل يشرب منه الزائرين، ويعتقدون أن هذه المياه مباركة، يقصدونها ليطلبوا من الله أن يحقق أمنياتهم.

sfghdgh9923.jpg

في الباحة الأولى للمسجد، توجد عدة نوافير، تزينها نقوش إسلامية، وروحانية، وبالقرب منها تتوزع أماكن الوضوء للرجال، وفي الباحة الثانية، حيث يشتد الزحام، من الجانب الأيمن، يقود إلى المصلى الكبير.

المراجع

1- أسد الغابة في معرفة الصحابة. للمحدث ابن الأثير الجزري: عز الدين علي بن محمد الشيباني ت 630ه، ط1، دار ابن حزم - بيروت، 1433ه - 2012م.

2- تهذيب الأسماء واللغات. ليحيى بن شرف النووي ت 676ه، ط1، إدارة الطباعة المنيرية - القاهرة، مصورة عنها دار الكتب العلمية - بيروت، د . ت.

3- تهذيب سير أعلام النبلاء للذهبي. أحمد فايز الحمصي، ط1، مؤسسة الرسالة - بيروت، 1412ه - 1991م.

4- البداية والنهاية. لابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن كثير ت 774ه، ط 8، مكتبة المعارف - بيروت، 1410ه- 1990م.

5- الإصابة في تمييز الصحابة. لابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي ت 852ه، ط1 في مجلد واحد ضخم، المكتبة العصرية - صيدا وبيروت، 1433ه - 2012م.

6- صفوة التفاسير. ش محمد علي الصابوني، ط1، دار ومكتبة ياسين - إسطنبول، 1431ه - 2010م.

7- الجامع الصحيح المسند؛ صحيح البخاري. لمحمد بن إسماعيل البخاري ت 256ه، اعتناء أبي عبد الله عبد السلام بن محمد علوش، ط 2، مكتبة الرشد ناشرون - الرياض، 1427ه - 2006م.

8- الأعلام. لخير الدين بن محمود الزركلي ت 1396ه، ط15، دار العلم للملايين - بيروت، أيار/ 2002م.

9- فتح الكريم المجيب بشرح ديوان أبي الطيب الخطيب. مخطوط للشاعر ناظم هذه القصيدة وكاتبها.     10- موقع "المعرفة" على الشابكة.

11- موقع "إعجاز"على الشابكة أيضا مقال بعنوان"أبو أيوب الأنصاري".

12- وكالة "ترك برس" التركية، بالعربية.

13- معلوماتي الشخصية.

وسوم: العدد 992