ضَجّ الشّعَارُ
وماتَتْ عندَهُ الهمَمُ
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]
(1) تهتضم : تظلم . (2) الغَسمُ :
السواد ، اختلاط الظلمة .عَجِبْتُ للمسْلم الداعي يَمُدُّ يداً
يخُصُّهُمْ بوَلاءٍ مِنْ عَزائِمه
ويُفرغُ الحُبَّ في مَيْدانِهم أَمَلاً
يَرْضَى القليلَ وإن عزّتْ أكفُّهمُ
مَنُّوا عَلَيْه ! فَيُحْني رأسَه جذِلاً
يَمْضِي على نَهْجهم!حَتّى وإنْ نَفَرُوا
نَهْجانِ قَدْ فَرَّق الرحمن بينَهُما
عَجبْتُ للمسلم الداعي يَمِيلُ هوى
يَميلُ عَنْ إخْوةٍ في الله ثمَّ يَلي
يَظنُّ أَنَّ وِدَاد المْجرمين رِضاً
وأنّهُ سَوف يَلْقى مِنْ غَنَائِمِهِمْ
أو أنّهم سَيَكُفُّون الأَذى! عَجَباً !
أو أَنّها " حِكْمةٌ " يَرْجُو خِدَاعَهُمُ
وكيف يُحْسِنُ نَهْجاً من يَضِلُّ ولمْ
كيف النّجَاةُ إذَا ضَلَّ الطريقَ فَتىً
وغابَ عَنْهُ مِنَ الرَّحمن نُورُ هُدىً
يُزيِّنُون له أبْوابهُمْ شَرَكاً
حتّى يرى بَعْد حِينٍ أنَّهم كَذَبُوا
وأنّه خَسِر الدُّنيا وزُخْرُفَها
عَجِبْتُ للمُسْلمين اليومَ كيْفَ نَحَوْا
مَدُّوا بأحْلافِهِمْ لِلشركِ عَونَ يَدٍ
وكلَّ يَومٍ تَرَاهُمْ بَدَّلَوا لُحَماً
ولم يَعُدْ لعُرا الإسلام لُحْمتُهَا
* * *
عودوا إِلى الله ! لا منجا لَنا أَبَداً
عودوا إِلى الله صفّاً لا يُمزِّقُهُ
وأطلقوا النُّورَ في الظلماء نورَ هَدىًللمجرمين ! يَبُثُّ الودَّ بينَهُمُ
وخَشيَةٍ ملكَتْهُ إن هُمُوا نَقَمُوْا
بأن يَنَالَ رضاً أو بعضَ ما قَسَموا
وليس يُرْضِيهِ من إخوانِه الكَرَمُ
ويَعْظُمُ الكِبْرُ بَيْن الأَهْل والشَّمَمُ
مِنْ دِينه وجَرَوا في فِتْنَةٍ وَعمُوا
نَهْجُ الهُدَى وسواه الظنُّ والرُّجُمُ
للظالمينَ وأَعْداءُ الإِله هُمُو
مَعَ الهَوى شِيعاً تلْهُو وتَهتَضِمُ([1])
لَهُمْ وأنَّ طريقَ الفَوْزِ عَنْدَهُم
وأنّه سوف يجْري العْدلُ والقَسَمُ
هَلْ يُوقِفُ الظالِمون الظُّلْمَ ؟ ويُلَهُمُ
بِهَا ! لقد ضَلَّ عَنهُ الرُّشْدُ والحِكَمُ
يَشدَّه لسبيل الله مُعْتَصَمُ
يَدُبُّ في سُبُلٍ شتَّى ويَخْتَصِمُ
وسَدَّ عنه نواحي أفقه الغَسمُ([2])
يَهْوي بهِ فإذَا آماله حُلُمُ
وأنّه ذهَبَتْ من كَفّه النِّعَمُ
ولَيْسَ يدري أيُجْدي التَّوبُ والنَّدَمُ
للجاهليّة منَحىً ليْسَ يَنسَجِمُ
فَمَا تَرَى حَصَدُوا شَيْئاً وَلا غَنِمُوا
وكُلّما بَدّلوا مِنْ لُحْمَةٍ غَرمِوا
ضَجّ الشّعَارُ وماتَتْ عندَهُ الهمَمُ
* * *
إلاّ إِلَيْه ! وشَرْعَ اللهِ فالتَزموا
حِقْدٌ على جَمْرة الأهواء يَرْتَكِمُ
ليجمعَ الناسَ أمْنُ الحقِّ والسَّلَمُ