إلى روح الشهيد عبد القادر الصالح
د. محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
[email protected]
لَيْسَ الصَّـــلاَحُ زَهَــادَةً وَتَـعَـبُّــدَ
أَلِـــفَ الْعِبَادَةَ كُلُّ مَـيْــــدَانٍ بِــهِ
لَـوْ أَبْـصَـرَ الْعُـبَّـادُ مِـنْ آيَــــاتِـــهِ
لاَ تَسْمَـعُ الآذَانُ غَـيْـرَ نِـــدَائِـــهِ
هَذَا مَـرَامُ الصَّـالِحِيـنَ فَـإِنْ يَـــرُمْ
رَبِحَـتْ تِجَـارَتُهُـمْ وَفَـازُوا وَارْتَقَـوْ
بُشْـرَاكَ رِبْـحٌ كُـلُّ رِبْـحٍ دُونَــــــهُ
بُشْـرَاكَ رِفْـدٌ لاَ يَـدُولُ وَنِـعْـمَـــةٌ
وَمَـشِـيـئَـةٌ بِـالنَّـصْـرِ آتٍ فَــجْـرُهُ
يُحْيِي النُّفُوسَ بِطَلْعَةٍ مِنْ حُسْنِهِ
حَتَّى تَعَلَّـمَ أَنَّ سُنَّـــةَ رَبِّــــــــهِ
وَاللَّيْـلُ مَهْـمَـا أَطْبَقَـتْ ظُلُمَـاتُـهُ
مَهْمَا دَنَتْ سُدُفُ الظَّلاَمِ وَرَوَّعَتْ
عَلَمَ الْبُطُـولَةِ قَـرَّ عَيْـنًـا وَارْتَقِـبْ
نَـادَتْـهُ أَرْوَاحٌ تَـرَاهَـا بَـعْـــــدَمَ
وَاللَّـهُ خَلَّـدَ بِـالشَّهَـادَةِ ذِكْــرَهَ
بُشْرَى أَبَـا مَحْمُودٍ اِلشَّرَفُ الَّذِي
وَلَكَـمْ تَمَنَّيْتَ الشَّهَـادَةَ مُقْـبِـــليَا صَـالِـــحًا بِجِهَادِهِ صَامَ الْمَـدَى
ذَاقَ السَّعَادَةَ فِي حِمَاهُ وَأَسْعَدَا
قَبَسًا لَـتَـابُـوا وَاسْـتَـجَـابُوا لِلنِّـدَا
يَسْتَنْهِضُ الآمَالَ: حَيَّ عَلَى الْفِدَا!
قَلْـبٌ مَـرَامَ الصَّـالِـحِـيـنَ تَمَجَّـدَا
بَيْنَ النَّبِيئِــنَ الْمَقَــامَ الْأَمْجَـــدَا
بُشْـرَاكَ مَجْـدٌ فِي الْجِنَانِ تَفَـرَّدَا
أَبَدَ الْوُجُـودِ أَبَـتْ لَـدَيْـكَ تَـبَــــدُّدَا
مِنْ بَعْـدِ لَيْـلٍ لَيْسَ يُخْلِفَ مَوْعِدَا
كَمْ قَدْ تَمَـلاَّهَا الْفُؤَادُ فَمَا اهْتَدَى
لَيْسَتْ تُبَــدَّلُ أَوْ تُغَيِّــرُ مَشْهَــدَا
ثَـارَ الضِّيَـاُء عَلَى الدُّجَى وَتَمَـرَّدَا
مِنْ بَعْـدُ يَكْشِفُهَا النَّهَـارُ مُجَـدِّدَا
صُبْحًـا قَـرِيبًـا قَدْ تَـأَلَّـقَ وَانْـتَدَى
قَدْ وَدَّعَتْ شَمْسَ الْحَيَاةِ بِلاَ رَدَى
حَتَّى كَأَنَّ خَـيَـالَـهَا فِـيـنَـا بَــــدَا
قَدْ نِلْتَ فِي كَنَفِ الشَّهَادَةِ وَالْهُدَى
فَلَقَـدْ حَـبَـاكَ اللَّــهُ عِـزًّا مُـفْـــرَدَا