اللصُّ جاءَ فَرَحِّبوا و تحمَّسوا

اللصُّ جاءَ  فَرَحِّبوا و تحمَّسوا=و إلى الخزائن فافتحوا و تنافسوا أعطُوه بالمليار  فوراً  إنه=لعروشكم لصٌّ أمينٌ يحرسُ و دعوه يغرفْ من جواهركم فلا=تتذمّروا و تبسَّموا  لا تعبسوا و اللصُّ غازَلكم أمام شعوبكم=يُخفي سرائرَكم فلا تتوجَّسوا يُخفي عمالتكم له كي ترضخوا=دوماً له   و بلادَكم تترأَّسوا بِعدوِّكم  دوماً  و ضدَّ شعوبكم=فتفاخروا  و تدرَّعوا  و تترَّسوا و له الإماءُ من البلاط فقدِّموا=حتى يصافحَ من يشاء و يلمس لن يَسلم الشرف الرفيع من الأذى=إن صال لصٌّ في البلاد يُقَدَّسُ مدُّوا الولائم للضيوف لصوصِكم=كي يملأوا منها البطون و "يكبسوا" صُفُّوا الموائد لا يضرُّ من اشتهى=في أرض غزة كسرةَّ يَتلمَّس لا تُشغلوا بالاً بما يجري على=أرضٍ بغزة كم تجفُّ و تيْبس جمْعُ السُّموِّ مع المعالي أجمعوا=أن يصْمُتوا عن أهل غزةَ يخرسوا خرجوا على أقوامهم في زينة=أفبعدها هم أسعد أم أتعس ؟ لو أنهم يتدرَّعون بشعبهم=أفليس في ذاك الصنيع الأكيَسُ و لكان هابهم الجبان فما أتي=بتكبُّرٍ لجيوبهم يتحسس و لكان أدعى أن يُعدُّوا حُجَّةً=يوم اللقاء فلا ترى من يهمس

لله درُّك أرضَ غزة عزةً=و كرامةً فتصبروا لا تيأسوا إذ حسْبُ غزة عزةٌ و كرامةٌ=كل الشعوب اليوم منها تقبس يكفي لغزة من نماذج  للعلا=نهج الصحابة تُستقَى و تُدَرَّسُ مُثُلُ العلا من نبت غزة فانهلوا=و تناقلوا  و بكل أرض فاغرسوا

عجبا لمن يأتيه لصٌّ طامعٌ=فتراه رحَّبَ  خالعاً ما يلبس و يقيم حفلا بازخا قد فاق مَن=صَنعوا احتفالاً قبله أو أعرسوا سرق اللصوص كنوزكم موفورةً=و بها يُمَوَّلُ ذا العدوُّ الأنجس ليُصَبَّ فوق رؤؤسنا في غزة=كم ذا تُقتَّلُ أو تُرَوَّعُ أنفسُ يا هل ترى يوم الحساب إذا أتَوْا=فمن الغنيُّ و من بحقٍ مُفلسُ

يا ربَّنا  رُدَّ الشعوب لوعيها=كي تستردَّ حقوقها لا تُبخَسُ كي تفضح السفهاء من رؤسائها=هضموا الشعوب حقوقها و تمرَّسوا قد قرَّبوا منهم وضيعاً و ابتَنَوْا=لكِرامنا تلك السجون ليحبسوا قد نصَّبوا الفُجَّار إعلاماً لهم=في الناس يكذب دائما و يوسوس قد كمَّموا الأفواه حتى جرَّمُوا=قول النصيحة لا ترى من ينبس جعلوا  البلاد تكيةً لعدونا=ليبيع فيها .. يشتري .. و يؤسس أما المواطن فالقيود تَحُدُّهُ=بالكاد يسعى جاهدا يتنفس

و الظلم لن يبقى طويلا عندنا=و بإذن ربي عن قريب يخنُس من ذا سيطفئ نور ربي ظاهراً=مهما تآمر جمعهم أو كرَّسوا تلك البلاد بها الحنينُ لدينها=مهما الطغاة تجاوزوا أو دنَّسوا أخلاقها  تاريخها  و تراثها=تلك الشعوب لأصلها  تتلمَّس يا ربنا وَلِّ الأمور خيارنا=ليعِزَّ فيها المخلصون و يأنسوا