حكايات عمرو

كلما تأملت في سيرة الصحابي العبقري الداهية المسدَّد عمرو بن العاص ازددت إعجاباً به، وإكباراً له، وحسبه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فرح بإسلامه فرحاً كبيراً، وأعلى منزلته، وبوأه منازل قيادية رفيعة فوراً، وأن عمر ابن الخطاب وهو العبقري الملهم كان معجباً به غاية الإعجاب، وحسبه أنه فاتح مصر العظيمة، وهي أهم بلد كسبه الإسلام بعد الجزيرة العربية.

له عقل سابق ألمعي، وخيال نافذ عملي، يجيد الحكم على الأمور وإن اشتبهت، ويبني النتائج على المقدمات فتأتـي كما قدر. أما الحلم، والنبل، والعدل، والحزم، والجود، والإدارة، والبيان، وكسب الناس فهو فيها في الذروة العليا. وأما شجاعته فهي الجرأة والحكمة معاً، كان يقدم حيث ينبغي الإقدام، ويحجم حيث ينبغي الإحجام، لذلك كان قادراً على النصر بأقل الخسائر.                 

ويرعى اليمام(

([1]) لأديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي مقال نفيس بعنوان: (اليمامتان) في كتابه (وحي القلم) صور فيه روح عمرو السمحة الرفيقة حتى بالحيوان، حين أمر بترك فسطاطه ليمامتين اتخذتا منه مسكناً.

وسوم: العدد 844