عند أناشيد القطف لا تنامُ الرياح

عبدالله علي الأقزم

عبدالله علي الأقزم

[email protected]

تحاورني القطيفُ حوارَ غيثٍ

فأحيا ضمنَ منطقِها العجيبِ

و تنسخني فواصلُها فضاءً

فينبغُ بين عالمِها الرَّحيبِ

و تبعثني لها تاريخَ عشقٍ

يُصلِّي عند جوهرها الخصيبِ

و تدخلني مراياها سؤالاً

و لنْ يحيا السؤالُ بلا مجيب

تذوِّبُني القطيفُ فلا أراها

سواها ذابَ مِن طيبٍ لطيبِ

أضأتُ بها الحياةَ لكلِّ معنى

يُرتِّلُ صولةَ البطلِ المُهيبِ

تُسابقني  فيغمرُني  هواها

مِنَ الأحضانِ و الشَّغفِ المُذيبِ

تلامسُني فينهضُ كلُّ جذرٍ

بقُبلتِها و مبسمِها  الرَّطيبِ

و كيف تعيشُ أصدائي حيارى

و ممشاها الوصولُ إلى الحبيبِ

قطيفُ إليكِ قد أشرعتُ قلبي

و ليسَ لهُ بصدرِكِ مِنْ مغيبِ

و مَنْ يهواكِ لا يلقى صداهُ

بمحورِ ذلكَ القلقِ الرَّهيبِ

قطفتُكِ وردةً مِنْ كلِّ نبعٍ

و ما لكِ في الروائعِ مِنْ نضوبِ

و كلُّكِ مِنْ هوى قيسٍ و ليلى

عناقٌ  للبعيدِ  و  للقريبِ

شربتُـكِ فارتوتْ كلُّ القوافي

و إن فاضتْ نقاطي باللَّهيبِ

و ظلُّكِ لم يكنْ إلا صلاةً

تَضيءُ مِنَ الشَّمالِ إلى الجنوبِ

و أنتِ مِنَ النوابغِ جودُ نخلٍ

و ما هو منكَ بالبُعدِ الغريبِ

و أنتِ مِنَ الخليجِ جمالُ دُرٍّ

تفتَّحَ عنْ صفاتِ فتىً لبيبِ

قطيفُ تسلسلي في كلِّ نبضٍ

بفكرٍ  ناضجٍ  حرٍّ رحيبِ

حملتكِ بين أضلاعي و قلبي

كواكبَ ذلك الألقِ  العجيبِ

و لي منكِ الدَّواءُ لكلِّ شيءٍ

و ما لي بعد حضنِكِ مِنْ طبيبِ