شعري وقومي

مصطفى عكرمة

شعري صدى " مليارِ " مُسْلمْ لمْ يَلْهُ يوماً أو يُشَرْذمْ

نادى بعزَّتِهمْ جميعاً لم يَخُصَّ ، ولمْ يؤقلِمْ

أوَمَا هُمو جَسَدٌ ؟ وما عُضْوٌ به إلاّ مُتمِّمْ !

جَسَدٌ أنا منه اللسانُ فكيف أصمِتُ ، أو أكتِّمْ !

إن كان شأنُ سواي بعثرةً فشأني أن أُلملِمْ

ولعزّ أقصى المسلمين وَدِدتُ روحي أن أقدِّمْ

ما ضرّني أني الموحِّدُ إن يكن ألفٌ يُقسِّمْ

فأنا أنا المليارُ مسلمْ أنعِمْ بوحدتنا وأكرِمْ !

***

شعري هو الإلهامُ من ربي .. وما إلاّه مُلْهِمْ

أكرمتُهُ من أن يَمُرَّ بدار لَهْوٍ .. أو يُحوِّمْ

وجلْوتُه فغدا المجلجلَ في الخطوبِ ولم يُغَمغِمْ

عشقَ الجهادَ فلمْ يكن يرتدُّ في هَوْلٍ ، ويُحجِمْ

لم يُغْرِهِ عمَّا أراد لقومه طَمَعٌ بموسِمْ

كان الحُداءَ لمجدهمْ .. ولصحْوهمْ كان المدمدِمْ

لئن استهان المرجفون بأمرهم .. فهو المعظِّمْ

في كلِّ حالٍ هم بشعري .. فهو ملتِزمٌ ومُلزِمْ

كان النذيرَ .. وكان بُشرى النصْرِ فيهمْ ، والمترجِمْ

لا . لم يُهادنْ ظالماً يوماً ولم يرأفْ بمجرِمْ

إن مرَّ يومٌ لمْ يُشيِّدْ لم يكن أبداً لِيَهْدِمْ

عاشَ الأمينَ على رسالتِه وكان بها المعلِّمْ

***

شعري أماني كلِّ مسلمْ لم يَلْهُ يوماً أو يُشرذِمْ

إن لم يحقق ما أرادَ فحسبه أن كان يُلهِمْ

ما كان أسمى الشعرَ إن غنّى الجهادَ ، ولمْ يُحمحِمْ !

في كلِّ شطرٍ منه لي روحٌ على قومي تُسلِّمْ

وبكلِّ شطرٍ لي يدٌ لتردَّ عنهم كلَّ مُؤْلِمْ

ما صفقّتُ يوماً ولا امتدّت لطاغٍ راح يظلمْ

قوْمي بشعري روحُه ولِما يُعانون المترجِمْ

تَعْساً له إن لم أجِدْهُ كلّما اعوجّوا يقوِّمْ !

أنا للجهادِ وهبتُه وبنصرنا لأكادُ أجزِمْ

لا ضَيرَ من حُجُبِ الظلامِ فبعدَه فَجْرٌ سيبسِمْ

فجرٌ به الشَّرْعُ الحنيفُ يكون للدنيا منظِّمْ

سيّان فيه الناسُ مسلِمُهمْ ومن هو غيرُ مسلِمْ

بالرحمةِ الكبرى يسوسُ النّاس ليس به مُخَصِّم

فإليهِ أقدِمْ مُطمَئنَّاً أيها الإنسانُ أقدِمْ

لا . لن ترى شرعاً سواهُ لكلِّ من جُرِحوا يُبَلْسِمْ

هو وحدَهُ من سوفَ يغلِبُ كلَّ طاغوتٍ ويهزِمْ

يا شعرُ حسبُكَ أن تكونَ كما أردتُك لم تؤقلِمْ

فابقَ الأمينَ على الرسالةِ ، لا تَمَلَّ ، ولا تُشرذِمْ

لا كنتَ يا شعري إذا أغفلتَ يوماً شأنَ مُسلِمْ