صَلاحُ الدِّينِ

عبد الباقي عبد الباقي

عبد الباقي عبد الباقي / سوريا-دير عطية
[email protected]

صلاحَ الدّينِ … يا بَطَلَ اللِّقاءِ

ويا رمْزَ الشّجاعةِ والوَفَاءِ

( بحطّيْنٍ) أقمْتَ لنَا مناراً

يُضِيءُ الدَّربَ، مِنْ قَبَس السَّماءِ

فقدْ أعطيتَ للْعِلجَانِ درساً 

بليغاً في الشّهامةِ والإِباءِ

هزمتَ جيوشَهُم، وعَفَوتَ عَنْهُمْ 

وكُنتَ بِهِمْ رحيماً في الفِداءِ

فكَكْت إسارَهُمْ، وعَدلتَ فيهِمْ

على أملِ التّأدُّب في النَّجاءِ

لتضرِبَ بالجهادِ مثالَ عزٍّ

وتُحسِنَ بالفِدَاءِ والافتِداءِ

************

ولكنَّ اللئامَ ذَوُو طبَاعٍ

تفُوْقُ الوَصْفَ في حِقْدٍ وَدَاءِ

فذيلُ الكلبِ مُعوَجَّاً سيبْقَى

ولنْ يُجدِي بِهِ لصقُ الغِراءِ

فعادُوا للخدَيعَةِ والرَّزَايا

وقد نَزَعُوا جلابِيْبَ الحياءِ

كَمَا خَلَعُوا القِنَاعَ عَن الثَّنايا

وأسْفرَت الوُجُوهُ عَنِ الخَفَاءِ

يُوَحّدُ بَيْنَهُمْ كُفرٌ وحِقْدٌ

وتجْمعُهُمْ مَوَاثيْقُ العِداءِ

************

سليلُ اللُّؤمِ والأحْقادِ (غورُو)

عثا بالرّمسِ في صَلَفِ الرِّعاءِ

ليُعْلِنَ: ( يا صلاحُ لقدْ رجَعْنا)

وعُدْنا بالصَّليبِ إلى العَلاءِ

وصنوُ الكَلْبِ ( بَلْفُورٌ ) تَمادى

وأطْلَقَ وَعْدَهُ للأشْقِياءِ

بأنْ يُعطيهُمُ وَطَناً سليباً 

بأرضِ القُدسِ مَهْدِ الأنبياءِ

فأقطَعَها لشرِّ الخلقِ طُرَّاً

بني صُهيون أبْناءِ البِغَاءِ

كأنّ بلادَنَا أضحَتْ مُبَاحاً

يَجُودُ بها بأنواع السّخَاءِ

وأَنَّ شعوبَنا صارُوا عبيداً 

يَبيعُهُمُ بأسوَاقِ السِّباءِ

وعَرَّابُ اليهودِ أبُو رِغَالٍ

ربيبُ العُهْرِ غصّابُ النِّساءِ

(كلنتُونْ) .. ذو الدَّنيَّةِ والرَّزايا

وقوَّادُ الشَّواذِ إلى الخَناءِ

يُحرّضُهُمْ ويعضُدُهُمْ علَيْنَا

ويَدْفعُهُمْ لبَطْشِ واعْتدَاءِ

يُوثِّقُ بَيْنَهُم حقدٌ دَفينٌ

وتربُطُهُمْ أَفانِينُ المِرَاءِ

************

ألا إنِّي خَجُولٌ يا صَلاَحٌ

بما أُلْنَا إليهِ مِنَ البلاءِ

فقُمْ وانهَضْ، وشاهِدْ كيفَ صِرنَا

كأولادِ السَّبايا والإماءِ

ملايينٌ وآلافٌ بلغْنَا

ولكنّا كَسَيلٍ مِنْ غُثاءِ

تُدَكُّ ديارُنا ونُسامُ خسفاً

ونُضربُ بالسّياطِ وبالحذاءِ

وتُسلبُ أرضُنا قسراً وتُهْدى

لأبناء الرّذيلةِ والبغاءِ

ونُذْبَحُ في مَرَابِعِنا .. فِصْرنا 

نُساقُ إلى المسَالخِ كالجِدَاءِ

ولا نُبْدي حَراكاً أو نُفُوراً 

ونَخَضعُ للمَنيّةِ بارتضاءِ

ونخْنَعُ للمَهانةِ والرّزايا

ونقبَلُ بالدّنيةِ بانحناءِ

ونرضى بالمذَلّةِ… ثمّ نزهُو

بكلّ وقاحةٍ وبلا حياءِ

فنزعمُ أنّنا عربٌ قُحاحٌ

أُباةَ الضّيمِ طُلاّبُ العلاءِ

ونَدعُو للسّلامِ ونرْتَضيهِ

بأنّ السّلم شأنُ الأقوياءِ

وأنّا نشجُبُ العُدوانَ فوراً

بتَنْدِيدٍ وقولٍ ذِي مضَاءِ

وأنَّا نُكْرِمُ الشّهداء منّا 

فنكتُبُ اسمَهُمْ فوقَ البِنَاءِ

************

صلاحَ الدّين .. قُمْ واشْهَدْ بأنِّي

بريءٌ مِن دُعاةِ الإلتِقاءِ

معَ الأعداء أبناءِ البغايا

بني صهيونَ أصحابِ الدّهاءِ

فإنّ القتْلَ أوجَبُ في لقاهُم

وإنَّ السيفَ أصدَقُ في الجزَاءِ

وإنّ محمّداً خيرَ البرايا

دَعَانا للجِهادِ وللفِداءِ

وإنَّ النصر يُحرَزُ بالمعَالي

وَإنَّ المجْدَ يُكتَبُ بالدِّماءِ

فَمَنْ تركَ الجهادَ بغيرِ عُذْرٍ

أُصيْبَ بالاحتقار والازدرَاءِ