طُفُولَةُ الشَّامِ بَيْنَ الرَّصَاصِ وَصَدَى الصُّمُودِ
طُفُولَةُ الشَّامِ
بَيْنَ الرَّصَاصِ وَصَدَى الصُّمُودِ
سعيد ساجد الكرواني
رَصَاصَتَانِ
عُصْفُورَةٌ جَمِيلَةٌ
مَا بَلَغَتْ مَا بَلَغَ الصِّبْيَانْ
مَعْجُونَةٌ مِنْ قَبْضَةٍ
صِيغَتْ مِنْ عَرْفِ الْآسْ
أَحْلَى مِنَ الْوَرْدِ الَّذِي أَيْنَعَ فِي الْبُسْتَانْ
يَغَارُ مِنْ جَمَالِهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانْ
شَبِّيحَةٌ مِنْ يَأْسْ
يَعْمُرُ شَامَنَا الْجَمِيلَةْ
بِالْبَأْسْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْفَعَهَا شَهِيدَةًً
رَصَاصَةٌ فِي الرَّأْسْ
[] [] []
طُفُولَةُ الشَّامِ
فَرَاشَتِي صَبِيَّةٌ
نَاعِمَةٌ مُهْجَتُهَا
أَلْوَانُ وَرْدْ
وَشَعْرُهَا كَزَهْرَةٍ دَقِيقَةْ
بَسْمَتُهَا مُشْرِقَةٌ رَقِيقَةْ
أَطْيَافُ حُلْمِهَا تُرَى
كَمَاءٍ يَعْبُرُ الْفَضَاءْ
تَمُرُّ فَوْقَ جِيدِهَا
أَيْقُونَةٌ مُذْهَبَةٌ
كَمَهْوَى قُرْطِهَا اللَّأْلاَءْ
لَمْ تَنْطَمِثْ آذَانُهَا
مِنْ كُلِّ عَرْفٍ بَرِئَتْ
وَكُلُّ مَا نَشَقْتُ مِنْ عُطُورِهَا
تَضَوُّعُ الْأَرِيجِ مِنْ جَمَالِهَا
لِيَخْدِشَ الطُّهْرَ الْمَكْنُونَ فِي الْوِلْدَانْ
يَمْلَأُ سَاحَةَ الشَّآمِ الرُّعْبْ
يَأْتِي شَبِّيحَةٌ جَبَانْ
يَمْنَحُهَا رَصَاصَةً فِي الْقَلْبْ
[] [] []
زَهْرَةُ التَّاجِ
زَهْرَةُ التَّاجِ فِي حَقْلِهَا
يَسْكُنُ الطِّيبُ فِي حُضْنِهَا
يَرْتَعُ الْعِشْقُ مِنْ نَبْعِهَا
يَنْهَلُ الْوَجْدُ مِنْ سِرِّهَا
قُمْرِيُ الطَّيْرِ فِي سِرْبِهِ
حَامَ مِنْ حَوْلِهَا
فِي الصَّبَاحْ
يُنْعِشُ الطَّيْرَ وَالْوَرْدَ فِي رَوْضِهِ
بِالْأَصِيلِ مِنَ الشِّعْرِ يَهْمِي الصُّدَاحْ
إِذْ يَقُصُّ عَلَى طَيْرِهِ
قَبْسَةً مِنْ رِوَايَاتِ نَفْحِ الْكِفَاحْ
[] [] []
صُمُودٌ
وَقَفَتْ شَامُنَا لِلْأُسُودْ
فَأَذَاقَتْهُمُو
وَجْبَةً مِنْ صُمُودْ
[] [] []
صَدىً
أَلاَ حِينَ يَبْكِي الرِّجَالْ
فَقَدْ سُكِبَتْ لِدُمُوعِهِمُو
دُمُوعُ سَمَاءٍ وَأَرْضٍ
وَدُكَّتْ جِبَالْ