عندما تاه القمر

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

كان في الدنيا قمر

ساطعا مثل الدرر

رائقا مثل السَحَر

مفعما بعبير طيب

كالزهر

حالما كصبية تسبي البصر

نابضا كجميل لحن

من وتر

فجأة و بلا خبر

تاه في أسفاره

لم ينتظر

حتى نودّع  نوره

كيما تقرّ العين

كيما تصطبر

أوّاه منك أيا قمر

لكم انتظرنا  لهفة

في شرفة وردية الآمال

كم طال السهر !!

أواه منك أيا قمر

أوّاه من هذا السفر

أضرمت نارا لسعها مثل الجمر

أغرقتنا في لجة هوجاء

نفنى نحتضر

قل لي بربك يا قمر

هل ستأتي بعد آلام طغت

لتعلل النفس التي

ظلما تغشّاها الكدر

هل سـتأتي يا قمر ؟

أم ترى قد ضقت ذرعا

من عذابات  البشر

هل ستأتي يا قمر؟

تنشر الإشراق في ليل أشِر

هل ستأتي يا قمر ؟

تغزل الأنوار ترسلها

كهطل للمطر

هل تصدق يا قمر ؟

لم يعد في النفس أحلام تسر

مذ رحلت مهاجرا

تشتاقك الأمواج في ذاك البحر

ترجوك بالترنيم

أنّات النوارس إذ تمر

في شاطئ الآمال ترجو نفحة

تجلو الوَضَر

تدعوك أطيار الرياض تقافزت

فوق الشجر

هلّا أضأت أيا قمر ؟

هلاّ انتشلت نفوسنا قد أغرقت

في قلب ليل حالك

كم تستعر

إني دعوتك يا قمر

إني رجوتك يا قمر

اترك عصا الترحال أقبل

في حنايانا استقر

امدد حبال وشائج

من نورك الوضّاء هيا

لا تذر

أرواحَنا ترجو اللقاء

فما تبقى من عمر

فمتى ستأتي يا قمر ؟