أزف الرحيل
01حزيران2013
د. شفيق ربابعة
د. شفيق ربابعة
قسم العلاقات العامة والإعلان
كلية الإعلام / جامعة اليرموك
إنّي نويت على الرحيل مودّعا أنا راحل رغم اشتياقي للذرى آنستُ فيك معالما لا تُنتسى يا مسقط الرأس الذي يبكي على يا أيها الريان[2] إنّي راحلٌ قد جاء غٌرْبٌ واشتروا زيتونتي[3] الماء شحّ كما المؤونة أُنقصِتْ والكهرباء تضاعفت في سعرها والحال ساءت كيف أوصف كُنْهها ماعدتُ أعشقها لفقد حنانها والظلم خيّمَ والفساد مؤطّرٌ والعدل ولّى باكيا ممّا بنا ودّعتُ عهد الإبتسام بحرقة غنيّتُ ما قبل الفساد بفرحة ماكان سهلا أنْ أُودّع أخوتي الجسم باقٍ بضع وقت بينكم ذهب الربيع مودّعا لسهولنا باعوا البلاد لكل من رغب الشرا صار الأجير معلّمي بل سيدي حاولتُ جهدي أن أعيش بعزّةٍ فحزمت منذ الأمس بعض حقائبي أنا راحل ولا وداع علّني | وطني الحبيب وعزوتي وغوالي عمّان أمست في الهوى موّالي يا للمدرّج[1] والعهود خوالي عمْرٍ قضيتُ , يتوق للإطْلال شوقي إليك بواقعي وخيالي والبعض عُرْبٌ,أتعسوا لي حالي والسعر زاد وجاز حدا عالي والغاز كابوسٌ بأيّ مقال والدار كلحى[4] تلك كالأطلال والدفء ولّى مُنْذِرا بزوالي والبطش ساد وبات ذو إجلال من خسّةٍ ومذلّة بتجالي[5] فكئآبةٌ في أحسن الأحوال واليوم أبكي حالة الإذلال يا للوداع لديرتي في الحال والعقل طار وصار كالرحّال وأتى الخريف يهيج كالزلزال ولكلّ من ملكوا لحفنة مالِ وأنا أُحمّلُ أثقل الأحمال وكرامةٍ,فصُدِمْتُ بالأهوال وغدأ سأبدأ قصة الترحال أتنسّم الإصلاح في تجوالي |
[1] المدرج الروماني في عمان حيث يروي عن ماض بعيد
[2] . الريان :وادي الريان الذي يتبع أراضي بلدة جديتا مسقط رأس الشاعر
[3] . زيتونتي : ترمز للأرض والدار والمؤسسة وكلّ ماتم بيعه
[4] كلحى : كالح لونها وكأنها موشّحة بالسواد
[5] . بتجالي . من الجلي الوضوح