ثلاثة هداهد
25أيار2013
د. حيدر الغدير
ثلاثة هداهد
د. حيدر الغدير
الهدهد طائر جميل الشكل، يتحمل المسؤولية، ويؤدي الأمانة، وهو ناصح رشيد، وواعظ مبين، وفي القرآن الكريم نبأ ذلك كله، وربما كان في ضمير كل منا هدهد مماثل. هذا بعض ما وقر في خلدي من محاضرة الأستاذ يحيى باجنيد "ما لم يقله الهدهد" التي شاقتني وراقتني. ولعل المحاضر هدهد ثان، ولعلي هدهد ثالث..
مضى نحو غايته ومما رآه لديه اليقين وإيمانه خالص، والمقال وأرضى سليمان لما أبان لقد كان من جنده المصطفين وإن الذي أخلصته له فأوقاته كلها للصلاة تبارك بارئه طائراً ينادي الورى للهدى مشفقاً وكل له هدهد في الضمير ويبقى النذير ويبقى البشير * * * ويحيى - وأكرم به!- قد أجاد فجاء البيان كمزن الضحى ولا عجبٌ فهو عقل يجوب يحوز الفتى مجده في المقال له الدين قبل سريِّ البيان ويخفق قلب بآلائه * * * لنا هدهدان هما واعظان عساي ألاقيهما ثالثاً وفوزي مداه الدنا والمنى * * * وأكرم ما في الفتى قلبه | الهدهدُوعاد وعودته ومن سبأ نبأ أنكدُ هو الصدق محضاً كما نعهدُ وجاء وما فاته الموعدُ وأجناده صفوة قد هدُوا سجايا زكت إذ زكا المحتدُ وكل الدنا عنده مسجدُ هو الأيمن الأحصف الأرشدُ وهمته الصبر لا ينفدُ يلازمه العمر مذ يولدُ ولله مسعاه والمقصدُ * * * وجلَّى كما فعل الهدهدُ نقيّاً عليه النهى أبردُ ومنه على قوله سيدُ إذا المصدر الحق والموردُ سراج بإيمانه موقدُ ويبسم أمسِ ويُومي غدُ * * * وكل له عظة تحمدُ إذن إنني السعد والسؤددُ ومن دونه الدر والعسجدُ * * * إذا كان في قلبه الهدهدُ | أحمدُ