فَمَعذرةً إلى بانياسْ

فَمَعذرةً إلى بانياسْ

ثريا نبوي

مِن البَيضا لرأسِ النَّبعِ نارُ الحِقدِ تَستَعِرُ

زهورُ اللَّوزِ قد ذُبِحَتْ.. ويُمزَجُ بالدِّما البحرُ

قلوبٌ في الثّرى تَنْزِفْ

عيونٌ دمعَها تَذْرِفْ.

وما زالتْ عُروبتُنا تُداعِبُ بالخيوطِ الحُمرِ

قِطَّتَها السِّيامِيَّةْ؛

تُجَرِّدُ مِن شَراشِفِها أريكتَها العُروبيّةْ.

وقَهوتُها الصباحيّةْ؛

على شَفَةِ الضُّحى قرَأتْ مجازرَنا

وما سقطتْ دموعُ السُّخطِ في الفنجانْ.

وما زالتْ عروبتُنا تُكفكِفُ دَمعةَ الحِرمانْ؛

بمِنديلٍ تُطرِّزُهُ بألوانٍ بلا ألوانْ؛

تقولُ لإخوةِ الأوطانْ:

هُنا الأكفانْ

فلا تَأْسَوا على ما كانْ!

لأنَّا سوف نَنعاكُم بحبرٍ بالغِ الأحزانْ!

ونرجو الصبرَ والسُّلوانْ؛

لأنَّ سُيوفَنا صَدِئتْ وفي القيدِ انحنى الفُرسانْ.

وفي خلفيةِ المَشهَدْ

أفاعٍ سُمُّها يشهَدْ:

مُساومةً وتدبيرًا وتمريرًا وتبريرًا

-يُجَمِّلُ سِحنَةَ الشيطانْ-

تقولُ لِمَنْ يُصدِّقُها ويمنحُها على أرضِ الرِّهانِ أمانْ:

مؤامرةٌ نُحيِّدُها؛ جَناحاها لدى الإصلاحِ يستويانْ

ولم تَلْبَثْ زَوايا الموتِ والأجداثِ أنْ عَمُرَتْ..

ورائحةُ الدِّما عَبَقَتْ، وروحُ الطفلِ قد صَعَدَتْ؛

لِتشكوَ مِن غيابِ العدلِ في الأكوانْ.

ومِن "كيري" إلى "لَفَروفَ": لا تَقْلَقْ أخَ الإيمانْ؛

فَكَعْكَتُنا تُزَيِّنُها دماءُ الزَّنْبقِ المذبوحْ؛

بسكينٍ مَجوسيٍّ يُعربِدُ في حنايا الروحْ

ثمارُ الصبرِ قد يَنَعَتْ وحانَ قِطافُها الرَّيَّانْ!

= = =

فهيَّا زَلْزِلي بانياسُ أصنامَ الهوَى والكُفرِ واعتَبري

بِمَنْ دَلِفوا ومَن وقَفوا مع الغِربانْ

لِسَحقِ إرادةِ الليلَكْ

وقتلِ الرَّنْدِ والرَّيحانْ.

ومِن دِرعا إلى بانياسَ يأتِ الــ " نادِرُ" المَلَكاتْ؛

وقد بُتِرَتْ أنامِلُهُ التي كانت تُضَمِّدُ ثورةَ الثوراتْ؛

سيُسرِجُ –في تَفَرُّدِهِ-رياحَ النَّصرِ في الفَلَواتْ

ويُنشِدُ مِنْ صدَى الأزمانْ؛

أغاني ياسَمينِ الشامْ

لِعُنقودٍ مِن الأحلامْ:

عُبابُ البحرِ إنْ يَغضبْ

مِن الأمواجِ لا مَهرَبْ؛

يُحطِّمُ هَيْجُ ثورتِها سفائنَ يجْتبي القُرصانْ.

فَقَرّي بينَ أجفاني ونامي في حِمَى السَّهرانْ

وفي ضوءٍ حريريٍّ سيَغسِلُ شعرَكِ الليلَكْ

يُعطِّرُ فجرَكِ الزَّنبقْ

ويلثِمُ خدَّكِ التَّحنانْ

فهيَّا عانِقي العُنوانْ

= = =

في العاشرِ من(مايو) آيار شهدت بانياس الشام مجزرةً يشيبُ لهولِها الوِلدانُ؛

راح ضحيتها ذبحًا نحو ألفٍ من ياسمين الشام وأمهاتِهم وآبائِهم، في تصفيةٍ عِرقيةٍ بشعة

تحت غطاءٍ أُمَمِيٍّ أشدَّ بشاعة!

كيري: وزير خارجية أمريكا / لافَروف: وزير خارجية روسيا

نادِرُ الحريري: ثائرٌ من دِرعا بُترت يداهُ أثناء القتال؛ وما زال يحمِلُ السلاحَ بما تبقى مِن ساعدَيْه

، بعزيمةٍ أسطوريةٍ يحكيها الثوار، ويتداولون صورَتَها في كل مكان!