بانياس.. وماذا أنتم فاعلون؟
د. صفاء رفعت
هذه زينب أختك؟
أكل البارود من وجهها المشرق شقاً
وأبقى منه شقاً
زينب..
حنانيك أخية!
أتراها؟
أترى صرخة فاها؟
هل ترى؟
تلك درتها ثريا
هل ترى وجه الثريا؟
لم يرتد الموت في الماضين وجها كثريا
في وشاح أسود اللون قد قُتلت ثريا..
أتُرى تلك صفية؟
انتظر..
انظر مليا
دقق الطرف شقياً
لا تشح وجهك عنها
كنت مثلك
من ليال
لم أعي فيها مقالا
وإذا بالجرح يكبر في ضميري
بدد الجرح سكوني
وأتيت اليوم كي أحصي شجوني
لم يكن دمعي سخياً
لا
ولا كان نحيب الموت في الصورة شجياً
هل ترى مثلي عليّاً
كان بالأمس صبياً
يملأ الحي حبوراً
وسروراً
طمس الدم قميصه
غير أنه
لم يزل في زرقة البحر ريانا نديا
رأسه المثقل غطى رأس محسن
وأبوه
وسط الموتى جواره
يتفقده كما يتفقد المرء بداره
فقدوا الروح سويا
وعشيا
لن يعودا
لم يعد في الدار حي كي يعودا
هل ترى تلك الصبية؟
لست تدري من تكون؟
وأنا بعدك أيضا لست أدري من تكون
لا سبيل لي لأعرف من تكون
رأسها ليس هنا
وأنا لست هنا
ولا أنت هنا
شقك المذبوح لم ينزف دما
وجع يقتات من موت القلوب
ليس فينا من يتوب
كومة من كرام الخلق مهملة مهانة
بلا أي مهابة
كأنها محض كُناسة
وعلى الدنيا السلامة
ما أقول؟
ليس عندي ما أقول
هاكم الصورةُ تحكي ما أريد
لا وربي ما أزيد
ليس فيكم من رشيد!