مع الأنصار
16آذار2013
محبوبة هارون
محبوبة هارون
مرثية الشاعرة محبوبة هارون بقلمها
ونادتني فَعَادَ لَهَا النِّدَاءُ وجاءت تسألُ الأيامَ عَنِّي فقالت والعيون تَفِيضُ حُزنَاً فهل خَلَفٌ لها نلقاه يبقى فسادَ الصَّمتُ بين القومِ حَتَّى كأنَّ سُؤَالَهَا للقلبِ سَهْمٌ فقال الحبُّ والإخلاصُ: إنَّا فلن ننسى لها كم علمتنا وأنَّ الخير باقٍ ليس يفنى وقال الصبر: منها قد عجبنا ستبقى أمُّنَا بَينَ الحَنَايَا سلي الأحبابَ والأصحابَ عنها سلي الأرضَ التي سارت عليها فإن الله أعلمُ بالخفايا سليها تلتقيها مثلَ أُمٍّ وما صَامَت ولا صَلَّت كَثيرًا وكم كانت لبعضِ النَّاسِ تَسقي فكان الله دوما خيرَ عَونٍ وحبُّ الصالحين تَراهُ فَرضًا مع الأنصَارِ عَاشَتْ رَغمَ بُعْدٍ سلي عنها همومَ العُرْبِ لَمَّا سلي عنها الدُّموعَ وَكَيفَ سَالتْ تمزَّقت الديارُ وهان عِرضٌ سلي عنها حروفَ الشِّعر ذابت سَلي العُصفُورَ لم يَصدحْ، بَكَاهَا فقالت كيف أسأل عن حبيبٍ فإني بَسمَةٌ قد أدخلتها وكنت رسالةً قد أنقذته يردُّ الفضلَ للمولى تَعَالى ولا ينسى أخاه إذا تولَّت فيصبح بسمة مثلي ويسعى وهذا كان مأربَهَا بحقٍّ لها مِنَّا بطول العمر ذكرٌ فإنَّ الذِّكرَ للأحبابِ عُمْرٌ | وهذي الأرضُ تشهدُ فقيلَ الصَّبرَ.. لله البقاءُ أمام الدمع قد رحل الضياءُ وبين يديه قد أُخِذَ العزاءُ كأن الجمعَ بالأحمالِ ناءوا ألم تعلم؟ فما هذا الهراءُ لها خَلَفٌ به يرقى الدُّعاءُ بأن الخيرَ في الدنيا بناءُ وثوب الصدق للتقوى رداءُ ومثلَ الصبر قال لنا الوفاءُ ويحملنا مع الشوق الولاءُ ففي الأحزان كلهمو سواءُ تُسَبِّحُ، لا يُصَاحبُهَا الرياءُ أمام الله ينكشفُ الغطاءُ من الأحزانِ يُغرقُهَا البكاءُ ولكنَّ الفُؤادَ هُوَ النَّقاءُ لهم حبا، فينهَشُهَا العَداءُ هو الحصنُ المنيعُ، هو الرجاءُ يُقَرِّبُنَا إذا بالكُتْبِ جَاءوا فهم غَيْثٌ وذكرهمو شفاءُ بَكَت أوطَانُهم وَهَوَى اللواءُ على الإخوانِ إذ غَابَ الإخاءُ وبين رُبُوعِهم عَمَّ البلاءُ فإنَّ مِدَادَهَا دمعٌ، دماءُ كَمَا بَكَت البَسيطةُ والسَّماءُ وإن ولَّى وأخطأه النداءُ على قلبٍ فأحياه اللقاءُ ليشكرَ واهبا منه العطاءُ تَعَالى اللهُ.. قد عجزَ الثَّنَاءُ همومٌ عنه وانقشع الشقاءُ فغرسُ الخيرِ آخرُهُ النَّماءُ وكم جدَّت لينهزم العناءُ ستحيا بيننا ولها الدعاءُ وليسَ الذِّكرُ يُدركُهُ الفَنَاءُ | والسَّماءُ