تلفيت منزلنا!!
تلفيت منزلنا!!
فراس حج محمد /فلسطين
لم أكن يوما على خلاف معها في أي أمر أرادته، بل كنت لها "كما شاءت وشاء لها الهوى"، ولكنها ذات مزاج لم تكن فيه مرتاحة البال، وتنوشها الهواجس في كل حين، همست في أذني معلنة أنها "تكره تلفيت وأهلها"! لم أشأ أن أغضبها وهي لي صنو روحي، ولكنها بكل تأكيد لم تعلم إلى الآن أنها كانت بقولتها تلك كمن صفعني بشديد الكف على وجهي، داريت غضبي بضحكة مقهورة، وأنشأت أقول:
تلفيتُ في القلب إذ لا غيرها تجدُ
بالحب يسكبها في روحنا الأبدُ
ألله يحرسها كم أنبت شجرا
يهدي إلى الكل ما طابت به الصعدُ
تلفيت منزلنا طاب الجمال به
وأينع الزهر في تلك الربا يَرِدُ
تلفيت نغمتنا في لحن قافية
يشدو لها الفجر والأحلام تتقدُ
ماذا أحدث عن طيب اللقاء بها
من بعد عمر جناه البعد والكمدُ
عقد من الهم في الأصقاع مهملة
يضنى لها القلب والأشواق تجتهدُ
والريح تعبث بالأرواح ما عصفت
فيسرح الفكر في تلفيت يتحِدُ
ويشرق النور في أنحاء دوحتها
لا الليل يعمى، وهذا السهل والنجدُ
إن غابت الشمس هلت ألفُ طالعة
تطالع الزُهَرَ من أبنائها تلدُ
والبدر يطلع لم يشعر به أحد
فكيف نرجو ضياء والبها بلدُ؟!
ذاك الشباب حمى ألحان آيتنا
فرتل المجد، واعتاد الهوى غردُ
والشعر ينبت في وحي ومعتقدٍ
والكل ينهل ما قد قال معتقِدُ
أنت الهوى والمنى، يا وردنا عطرا
فاح الشذى عبقا، في الكون يضطردُ
يا أسعد الله أوقاتا أكون بها
فالحب مشتعل والسحر معتمدُ
حبي إليها كحبٍ في الهوى ثملٍ
في ليلة العشق، في الأفراح، نحتشدُ!!