حْلُم بشكلٍ عكسي
حْلُم بشكلٍ عكسي
جمال الموساوي
كَأنّه يشبه الخوف.
كأنه يبعث على القلق،
أو على غثيان مفاجئْ.
كأنه ليس الحلم ذاته،
كـأن هذا المساء لا يعنيه،
كأنني قادم من شجرة غامضة،
ليست شجرة الميلاد البعيدة،
أو كأنني أحلم بشكل عكسي.
كما لو كنت على أهبة الإقلاع،
أرى عوالم أخرى تتزاحم،
أطيافا عديدة بمناكب واسعة
و أراجيح لا تكلّ.
الشك نشيدي الجديد القديم
شجرة تجمع ما لا يلتئمْ
و تصغي للرياح التي تهبّ،
و تفتح أبواب اللغة على التأمل.
أقول لي:
خرجتُ منك إلى الحياة
ودلفتَ إليّ في معترك حاشد
حيث الأحلام طريق سهلة
و حيث مركبي في اللجج غضب أزرق.
أقول لي:
لستُ صاحبك المجنون بالألفة
و لا عاشق الأرق المزمن،
أقهر الليل بالسهر
على احتضان الأسئلة،
ففي المكان الأقسى،
على هاوية الروح،
على بعد دمعة من العزلة،
ينتشي الحزن ويتجمهر.
الآتي أكثر بلاهة.
هو كذلك،
أو أنني، ربما، مخطئ في التقدير،
أو أن عيني ليست ثاقبة بما يكفي
كي أراني
في مفترق بعيد.
الخيبة ردائي الرثّ
الأمل ليس صديقا حميما،
و كل خطاياي
أن العالم أصغر مما تصورتُ
وأن الناس كما هم:
يصنعون سكينتهم مما أحسبه قلقي.