يا شام قد عظم المصاب
خديجة وليد قاسم
يا شام قد عَظُمَ المُصاب و ما أرى
سيفاً ليعربَ في الحِمام يَبانُ
يا لهف قلبي لم يعد فينا سوى
دمعٌ يُراق فدمعنا هَتان
نغفو ونصحو تحت وقع عويلنا
هو ذا الحليم بأرضنا حيران
سوريةُ احترقت و طال أنينها
بيد القذارة تُبتلى وتُهان
ذبلت ورود عافها طل الندى
من هول عاتية بكى الريحان
ولغ الأثيم بعرضنا و بأرضنا
و الحقد نار أجّه شيطان
أسد توثّب دارنا في خسة
و أسود آكام الإباء تدان
عجز اليهود بأن يكونوا مثله
رمز القساوة قلبه صوّان
فاق التتار بشاعة و ضرواة
بالغل ساد و أُضْرِمَتْ نيران
دمنا تدفق كالسيول معانقا
أرضاً تضجّ تصيح يا ديان
أشلاؤنا صرخت فما من فارس
لبى النداء و ما أطلّ سنان
أطفالنا قد رُوّعوا من مارق
و نساؤنا قد ضامها الغربان
رقصوا على أشلائنا يا ويحهم
لم يُرحم الأشياخ والشبان
و تمايلوا برذالة من بعد ما
شربوا الدماء وكلهم سكران
لا لم يراعوا ذمة أبدا وما
حفظوا الوداد فعهدهم خسران
سجناء في قلب اللهيب ظلامة
لم يحمنا منهم أخٌ عدنان
إخواننا غرقوا بعيش ناعم
ما خف منهم نحونا إنسان
ركنوا إلى طيب الحياة مذلة
و خيولهم بيد العداة عنان
يا درةً حسناءَ ضيع مجدها
حقدٌ نُصيريٌّ يُرام هوان
يا شام عذرا لست أملك نصرة
وقفت حدود فُرِّق الإخوان
لو كنت قادرة على غوث أنا
لمشيت نحوك حلتي الأكفان
في راحتي روحي إليك رخيصة
فالروح نادتها هناك جنان
لكنما الجسد الأسير مكبّل
والنفس حيرى نبضها بركان
سيظل جرحك غصة في قلبنا
بالجفو والتقصير نحن ندان
فليغفر المولى عظيم قصورنا
و لتقصم الأفّاق يا رحمن