منادمات
02آذار2013
د.عثمان قدري مكانسي
د.عثمان قدري مكانسي
1- كنت وأحد الأساتذة الأفاضل نلاحظ الطلاب في امتحاناتهم عام تسعين وتسع مئة وألف ، ولعل صاحبي كان مُتعباً ، فعكس الأمر إذ اتهمني بالنعاس –مازحاً- وطلب إليّ اليقظة الكاملة ..... ثم انزوى ركناً وغاص في بحر النوم ....
تركته على حالته هذه ، ثم أيقظته وأعطيتُه هذه الأبيات التي كتبتها حين كاد الفصل يفرغ من الطلاب.
أوحى إليّ بأن أنام وأحسَب النومَ اللذيذ قد اصطفاه خليلاً
ويقول : إني لا أروم النومَ يا صاحبي إياك أن تسعى إلى لي ألف عين لا تراوح لحظة أوَ تحسب الليثَ الهِزَبر مسالماً إياك أن ترنو إليّ مجادلاً إني انقضضت من السماء كباشَق | لاهذا لَعَمرُك قد أتى غشي فسيفي قد بدا مسلولاً وأراك تغفو مكثِراً وقليلاً أم تحسب النسر العظيم ذليلاً متحدّياً فلقد غدوتَ عليلاً فظلّلتَ تندُب حظّك المطلولا | تضليلاً
2- وفي السنة نفسها دخل موجّه اللغة العربية غرفة أساتذتها دون أن يُسلم - وكان فيه جفاءٌ- فنبهه المدرسون إلى ما وقع فيه من خطأ أدبي واجتماعي وأخلاقي، ارتجلت - وقليلاً ما أرتجل فقد ساءني ماقصّر – قائلاً :
قل للموجّه قد أسأتَ إن كنت ترجو أن تنال مكانةً واخفض جناحَك فالتواضع رافعٌ أما التكبّرُ فالبلاءُ بعينه إن البشاشة في الوجوه حميدةٌ أما السلام بلهفة ومحبة فاربأ بنفسك أن تكون مُقصِّراً | كثيراًوأتيتَ فعلاً قد أضَرّ عليا فأظهرْ للورى تقديراً أصحابه نحو العلا تقديراً يودي بك اللهَبَ المُذيبَ حسيراً والبِشرَ يهدي الآخرين حبوراً فكأنه الروض المليء عبيراً في حق نفسك أوّلاً وأخيراً | كبيراً