الدونجوان

نمر سعدي

[email protected]

الدونجوانُ مضى لغايتهِ بكلِّ هشاشةِ الشعراءِ والعشَّاقِ والمتصوِّفينَ

مضى لغايتهِ ولم ينبسْ بأيَّةِ رغبةٍ بيضاءَ

لم يجرَحْ ثيابَ اللوزِ لم يكسِرْ زجاجَ الحكمةِ الجوفاءِ

...لم يخدشْ عصافيرَ الأنوثةِ في مهبِّ البحرِ

لم يحملْ متاعاً واحداً 

لم يعترفْ بهواهُ 

هذا الدونجوانُ كصخرةٍ ليستْ تحرِّكهُ النساءُ 

ولا شذى الفودكا يُرقِّصُ قلبَهُ الحافي على جمرِ الهواءِ

مضى لغايتهِ كنجمٍ ذابَ في ماءِ السماءِ 

كطرفةِ ابنِ العبدِ محمولا على ريحِ النبوءةِ في خضَّمِ النارِ 

مسكوناً بلوعتهِ وأضواءِ الأساطير الخفيَّةِ والعصافيرِ الشقيَّةِ

رائياً أو عاشقاً أو شاعراً أو ماجناً

الدونجوانُ مضى لغايتهِ.. استباحَ حليبَ وردتهِ 

بلا خوفٍ من الآتي 

يشفُّ كأنَّهُ سهمٌ يخاتلُ مهجةَ الأيامِ 

أو برقٌ حزينٌ في أعالي الروحِ أو طيرٌ صغيرٌ ضائعُ الرؤيا يكابدُ مصرعَهْ

الدونجوانُ مضى لغايتهِ فقم من قاعِ صمتكَ أو جحيحكَ واتبَعهْ

الدونجوانُ مضى ولكن أينَ شمعُ النسوةِ المسكوبُ فوقَ يديهِ 

أينَ الشاعرُ الضلِّيلُ أينَ خميرةُ الأزهارِ في عينيهِ 

أينَ خريفُهُ المنخوبُ بالنعناعِ أينَ الدونجوانْ؟

قدَّستُ في أشعارهِ الزرقاءِ حزنَ السنديانْ