وداع الأبناء
10تشرين22012
صالح محمّد جرّار
وداع الأبناء
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
ما كنتُ أحسبُ أننّي ما أنت يا احداقُ إلا صبيتي "فحمّدُ "عقلي وحبةُ مهجتي والروح " نسرين" أعيش بسرّها كيف الحياةُ تكون بعد فراقهم ؟ ما كانَ يومُ البيْن إلا طعنةَ ولقدْ رأيتُ الهوْل ليلة بينهمْ أتلمسُ الأحشاء من فرطِ الجوىِ بالسهد والألمِ المرير تكحّلتْ وتعاورتْ فكري الهواجسُ شرّةً قدْ عّزني الصّبرُ الجميل وراعني لا كنْت يا يومَ الفراقِ على المدى فلكمْ قلوب من سهامكَ مزّقتْ منْ فرط كرهكَ يا فراقُ تغيرّتْ حتى رأيتُ البعد في طلب العُلا لا حوْل لي يا قومُ في هذا الجوى خُلقوا على يأسٍ وصيْحةِ شيبة عذبُ الطّفولةِ ظافرون بتاجها رُبُّوا على حُبّ الإله وهديةِ فهُمُ الكبارُ بفهْمهْم لكنهُمْ أنسى بهمْ همَّ الحياة وضيقها ولكم أهيمُ بلعبهمْ ومراحهمْ فتصيرُ في عمُر الرّبيع كهولتي وأتى صباح البين أسودَ كالحاً! وأتى غراب البين ينْعق في الحمى ! ركضَ الصّغارُ إلى الغراب وما دروْا لكنّ أحلاماً تدغدغ روحهمْ سيروْن في السّفر الطوْيل طرافةً ويرونَ أهلاً أسكنوهمْ في الحشا ركضُوا إلى سيّارة السّفر البهيْج ناديتهُمْ :مهلاً بنيّ !! فإنّني فهلمّ أولادي! وخفقةَ مُهْجتي فلثمْتهُم ! وضممتهم ! وشممتهُمْ ! إنّ الحياةَ تعاسةٌ وبشاشةٌ ودّعْتهُمْ والنّار تحرقُ مُهْجتي | سألاقيمسّ الجنونِ بفرقة وبحبهمْ يجري دمُ الأعراقِ وكذاكَ "إسلامٌ " دمُ الخفّاقِ وهمو الوديعةُ في حمى الخلاّقِ أيعيشُ إنسانُ بلا أرزاقِ؟ نجلاء قدْ نفذت إلى الأعماقِ فكانّ موتاً آخذُ بخناقي وأحسُّ أنّ العمْر في الأرْماقِ عيْني وحزّ الدّمع في الآماقِ وكأنّها سيف على الأعناقِ غُولُ الوداعِ فهل لهُ من واقِ؟ ولقيت فتْك النّار والإحراقِ ولكمْ منازلَ ما بها من باقِ صورُ الحقيقة في مدى الآفاقِ شوْكاً بلا ثمر ولا أوراقِ فلقدْ رُزقتُ أحبّتي برواقِ أفلا أراهُم أنْفس الأعْلاقِ ؟ وَنباهةٌ عزّتْ على الحُذّاقِ فتزينُوا بمكارم الخلاقِ ما شبّ أكبرهم عن الأطواقِ مع أنهُمْ سيْل من الإرهَاقِ ولكم تدوي ضحكةُ الأعماقِ وتغرّدُ الآمالُ في آفاقي فكأنّهُ غسقٌ بليْل محاقِ فاستلّ أنفاسي من الأعماقِ أن الغرابَ أتى بمُرّ فراقِ فهمُ يرون رحابةَ الآفاقِ ويروْن فيه بهارج الأسواقِ فتملّكتهمْ هزّةُ المشتاقَ بعيْنهمْ ، ولديْهمُ أرماقي مُتساقطُ كتساقطِ الأوْراقِ أحْي الفؤادَ بضمّة وعناقٍ وذخرتُ ذلك في دمِ الأعْراقِ وكذا الحياةُ تباعدٌ وتلاقِ وتركتهٌ في صحبة الخلاقِ | الأحداقِ