حسرات
03تشرين22012
د. فلاح محمد كنه
د. فلاح محمد كنه
| ستبكي كثيرا تعاني الألمْ تمرُّ السنونُ وأنتّ طليقٌ وكنتَ طموحا طموح الغيومِ وعمرا أضعتَ بهذي الحياةِ شبابكَ طيشٌ,ضياع,ولهوٌ أطعتَ هوى النفسِ صرتّ لها نهارُكَ ليلٌ ونهرُكَ نارٌ كذلك كانت حياتي افتراضا تسلّقتَ سمتَ الجبالِ غرورا وكانَ قرينُكَ يخشى هواكَ سجنتَ الصلاحَ بقيدِ المعاصي أما كنتَ يوما صريع الغواني خُلِقتَ من الأرضِ مِنْ صلبها خُلقتَ لتعبُدَ ربّا عظيما كذلكَ خانكَ عقلُ الطموحِ وصرتَ وحيدا تعيشُ الظلامَ رجعتَ إلى الأرضِ تحثو الترابَ فمالُك إرثٌ أضعتَ به وكم كنتَ تركضُ ركض الوحوشِ ورزقُكَ ما قد أكلتَ وما خُدِعتَ بجمعكَ مالا كثيرا سهرتَ اللياليْ لأجل المعاصي أمتَّ صلاحا وأحييتَ قبحا وقلبكَ تصدأُ منه الخطايا وتغويكَ دنيا بطول بقاءٍ ألا أيّها القلبُ كن يقظا | وقد كنتَ يوما محطَّ النِّعمْ تجوب الحياة بعذب النّغمْ وتحسبُ غيثكَ خير الدّيمْ كما شئتَ عشتَ تعيشُ الوهمْ وكنتَ صريع هوى منهدمْ كطفلٍ رضيعٍ ضعيفِ الهممْ صباحُكَ باكٍ وعمركَ غمْ وعمرُ اغترابٍ وعيش العدمْ وهـا أنتَ ذا في القبورِ رممْ تذوقانِ في النار حرَّ الحممْ زرعتّ الذنوبَ حصدتّ الندمْ أسير الخمورِ وكأسِ الظُّلَمْ ترابٌ, وماءٌ, وعظمٌ, ودمْ ولكنْ عبدتَ هواكَ النّهمْ وخانكَ يوم الرحيلِ الرّحِمْ بقبرٍ يضيقُ ولحدٍ يُذَمْ أأبقيتَ بعدكَ بعضَ النّعمْ ؟ حياتَكَ حتى أذاقكّ سّمْ حراما أكلتَ تبيعُ الذّممْ عملتَ صلاحا وما قد قُسِمْ ومـا ينفعُ المالُ عند الندمْ تطيعُ هواكَ وتعصي القِيَمْ ونفسُكَ تحيى حياة البُهمْ وكانَ تقيّاً بريء النَسَمْ وما أنتَ إلاّ فناءٌ عدَمْ وعـادِ الخطايا وعشْ للحِكَمْ |
