ما زالت ريحك تغمرني
السيد عبد الرازق
ما زالت ريحك تغمرني ... وتطيل الفرحة في ذاتي
ما زالت أدندن قيثاري ... إذ تشرق عشقًا مرآتي
ما زلت أراك سيدتي ... في الأمس غديرًا في الآتي
أسدلت عليها أسواري ... وحبست ربيعًا لم ياتِ
ما عادت طيرك تنعشني ... اليوم يعود لمشكاتي
والصبح سيحمل آهتنا ... وتغرد شمس توراتي
وظلام حل بساحتنا ... قد غامت قسرًا مصفاتي
وشموع تخبئ صحبتنا ... وضياء يسرد آهاتي
قد حار الليل بملحفة ... كم بت أردد أناتي
في الفرق رأيتك سيدة ... في الجمع ألفتك جناتي
هل أنت جراح تقتلني ... أم أنت شرابي كاساتي!
الآن أرتل صورتها ... والصاد تجدد صوراتي
الياء قديمًا تدفعني ... والسين تبدد محناتي
والباء تسطر ملحمة ... أن صاحت بدءًا جيناتي
الكون تكوَّن مذ كشفت ... عن صبح جمال العلاتِ
قد غاب الخلق بظاهرها ... تاهت ما ألفت غاياتي
الكون حجاب يحبسنا ... في سكر غرام الهالات
أطلقت فؤادي يجمعني ... في الساح يحدد جاراتي
أمسيت أنادي غيهبها ... أصبحت أجدد آياتي
أشرقت عليه تلفها غمامة فأعرض وأعرضت، وبحث في باطنه عن الإشراقة الأبدية التي لا تنطمس ولا تأفل ولا تغيب، هي فرق يسجن النفس في قفص العبودية، وهي جمع يطلق الروح في آفاق المعبودية.