بحث
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]عن أيّ وجهٍ للحقيقةِ تبحثُ
إنّي اخترعْتُ وجودَ قلبك في يدي
قلبي اتّهام في شباكِ ضياعِهِ
فيك احتراقي واحتراقك هالني
أجّلتُ موتَ الصمتِ في مُدنِ النوى
ولممْتُ آثاري وجئتُ بمفردي
وحدي خطاي تسللتْ من قيدِها
فاستهلكتني فيّ أسئلةِ الخطى
حَصدوا رؤانا حيث ألجم وقتنا
لم يبقَ من زرعِ الزمانِ وجنيِهِ
آمالنا بيعتْ وبيعَ ترابُها
وطني يموتُ وحولَهُ عرَبُ الندى
لم تُبقِ أشداقُ الفؤوسِ لصورةٍ
أنا لم أزلْ طفلاً بساقيةِ الهوى
هذي خيوطُ الأمسِ في مُقلِ الدجى
وفمُ المنى يسقيكَ خمرَ حنينِهِ
وشفاهُ كأسِكِ في ارتجافةِ كسرِه
ما زلتُ أرقبُ أن تزورَ سحابةٌ
أنا لم أزلْ في الروحِ أزرعُ حبةًولأيّ دربٍ فيك سوف تؤثثُ
فمتى سيلفظني الزفير وأُنْفَثُ؟
ودمي إليَّ ببعضِ روحِكَ يبعثُ
مَن ذا سيطفؤني ونارك تلهثُ ؟
ورحلُتُ جرحاً والمصَائِبُ تمْكثُ
لأرى الأسافلَ في البلادِ تُورَّثُ
وتدافعَتْ بضياعِها تتشبّثُ
أتُرى الرجولةُ كالإناثِ تؤنّثُ
ومضتْ حقيقةُ أمنياتكَ ترْفثُ
إلا بقايا من نخيلٍ يُحدِثُ
وغدَتْ مناجلُها بحقلكَ تعْبثُ
فوقَ المنابرِ للغيابِ تُحدِّثْ
إلا وشظّتها وراحتْ تحْثثُ
وصدى سنيني للحكايا يبْثثُ
لمّا تزلْ بعد انكسارِكَ تُدْلثُ
وجراحُ روحِك من دمائكَ تطْمثُ
للآن يُخفي نزفَهَ ويلبِّثُ
أرضي فتعجنُني الحقولُ واُبعثُ
حتى يصافحَني الغمامُ فأَحْرُثُ