غداً يَشرقُ الأمس
غداً يَشرقُ الأمس
عبد الرحمن أبو المجد
لم تزلْ بيننا كلُ صبواتِ السنينْ
حتى التقينا لقاءَ الشـوقِ بالحنينْ
كـأنَّ شـروقَ الماضـي ألقـى بنـورهِ
أأنت ِ هنـا ؟ أسـرابٌ ذاكَ أم يقينْ؟
عينايَ جمرتـانِ مـن عشـقٍ يحـرقُ
وعيناكِ أيقونتـانِ من بحـرِ الأنيـنْ
على وجنتيكِ صفحاتٌ من قصائدي
.. علـى شـفتيَ ألفُ سـؤالٍ حـزيـنْ
كانتْ دنيـاي جدبـاءَ مـن روافـدي
والآهاتُ تبكي على لحني الشـجينْ
يا زهـرةَ الشـعرِ: أنَّ فينـا العتـابُ
وسـلامُ يدينـا أحاديثٌ مـن ضنينْ
صوتُـكِ كالجـدولِ الرقـراقِ ينسـابُ
وإنْ كانَ مخضوباً في السـهادِ الدفينْ
من بهذا الليلِ التريـاقِ مثلنــــــا
قفْ يا زمانَ الوصـــــلِ إلى ما حينْ
يا ساهمةَ الطرفِ وفيهما الســـــنا
الآنَّ في نجواي تمرحينْ وتســــبحينْ
خطواتُكِ كإيقاعِ الشــــعرِ من حوليَ
تارةٌ يُســــرى ها هنـا وأخرى يمينْ
والقلبُ كالطيرِ كالنســـــيمِ ضاحكٌ
ألا ليتَ عيني عن عينيكِ تســتكينْ
الماضي لا زالَ إلى الماضــــي يجرفُنـا
أينَ كنتِ يا سلوانَ هاتيكَ الســنينْ
ألمْ تسمعي في الصدى شعرَ صمتي
وشوقُ شــوقي في هـواكِ يســـتبينْ
غـداً يشـــــرقُ الماضــي إذا مـا أنتِ
أبصرتِ شعري في عيونِ العاشــقين