في الجرحِ

أحمد عبد الرحمن جنيدو

أحمد عبد الرحمن جنيدو

سوريا حماه عقرب

[email protected]

في الجرح ِيرقصُ نرجـسٌ وعطورُ.

ويبوحُ فجرٌ ســــــــرَّهُ وســـــــرورُ.

ضحكتْ دمشقُ لحمصَ في زيتونةٍ

هــــــدلَ الحمامُ برقَّـــــــــة ٍوطيورُ.

قالتْ حماهُ: مصابّنا في إدلــــــبٍ،

وســـقى الفراتُ شــــهيدَها ونميرُ.

غنّتْ نواعيرُ الحضارةِ لاذقيَّــــــــــ

ـــتها ومرقبُها الغناءُ يطيـــــــــــــرُ.

 

فتعودُ دير الزورِ في طرطوســـها،

في الحلم ِ تعشقُ والدماءُ ســـــطورُ.

أكرادُ قامشــــــــــلو إلى عربيّةٍ،

صدحوا الكرامةَ،والوصالُ شـــعورُ.

دوما الحنينُ على حرستا صدرَهُ،

ودمُ الشهيد ِإلى الضميرِ يســـــــيرُ.

حلبُ الشـــهامةِ صبرُها ثوريّةٌ ،

قالتْ لنا: في النائباتِ نثــــــــــــورُ.

 

درعا البداية ُفي الأصالة ِأشعلتْ،

في رســـــــــتن ِالأحرار ِيأتي نورُ.

في حولة ِالعرباضِ نبعُ رجولةٍ،

في عقربَ القلبُ المحبُّ كبيــــــرُ.

في صوتِهِ الأحلامُ تلبسُ صدقَها

صوتُ الحقيقةِ في الضلالِ ينيـــرُ.

كمْ يصرخُ المحتاجُ من آلامِــــهِ

ليردَّ إنســــــــــانٌ لَهُ .. وضميرُ.

 

يا شيخَنا الممشوقَ، يارمز الفدا

اصرخْ، فصوتُكَ طلقةٌ ونذيــــــــرُ.

قســــماً بأطفالِ المجازرِ يا دماً،

سيشــــــــــعُّ قهرٌ في الدماءِ يبورُ.

فاكتبْ بروحِ الحلمِ ألفَ قصيدةٍ،

هذا الرصاصُ على الحياةِ خميـــرُ.

فتخطُّ من وجعِ المظالمِ شــــعلةً،

ويدُ البراءةِ صبحُـــــــــــهُ المنثورُ.

 

وهنا ينادي في الرياضِ شــهيدُهُ

كي يحملَ المقوادَ عنهُ صغيــــــرُ.

ترســو العزائمُ من أماني حملِها

شـــــــــــطُّ النجاةِ قرينُهُ التحريرُ.

يارافعاً مجدَ الكليم ِبجرحِـــــــهِ،

نارٌ تشــــــــــــــــبُّ وجنّةٌ ونهورُ.

نادى الشـــــــــهيدُ بلادَهُ بدمائهِ،

وصدى النداءِ ترابُهُ وقصــــــورُ.

ســــــــوريّةُ الأحرارِ أمُّ كرامةٍ،

يســــــــمو بأغلالِ السجون مسيرُ.

عربيّةُ الصمتِ المخيـفِ تلبّدي،

فدمُ الصغارِ إلى النمــــــاءِ جذورُ.

شيطانهمْ فوق النفوسِ مقرفصٌ،

وعلى الرقابِ(يلغْوصُ) المقبـــورُ.

ريحُ الحياةِ قريبةٌ من رغبـــــةٍ،

كتبَ اليقينَ الصـــــــــبرُ والتغييرُ.

 

ياربُّ ليـــس لنا سواكَ مخلّصاً،

قدْ باعَنا الأخُ ، والرجاءُ كبــــــيرُ.

ويتاجرون بموتِـــــنا في خلسةٍ،

حتّى اللســـــــــــانُ كأنّه المبتورُ.

يتراقصُ الغرُّ الصغيرُ على دمي،

من قتلِهمْ يتعاظمُ المغــــــــــرورُ.

هذي بلادي نبضــها من ثورتي،

يمحوهمُ الإخلاصُ والتكبيـــــرُ.

 

بفراغِنا جلسَ الغريبُ على فمي،

نطقَ الرخيصُ، وعلّكَ المســـــعورُ.

يا أمَّ هـــــذي الأرضِ يا عربيّةً،

قومي لشــــــعبٍ، داسَــهُ الخنزيرُ.

النصرُ آتٍ رغم فظاعـــــــــــةٍ،

فالليلُ يمضــــــي، والظلامُ قصيرُ.

خذْ من فمِ الأطفالِ فكَّ طلاســمٍ،

ارحلْ ،فأنتَ الذلُّ و التكفيــــــــــرُ.

 

جَهِلَ الغبيُّ، وكمْ يعاني جهلُــهمْ،

فالأرضُ تنجــــبُ،يولدُ اليخضورُ.

من لسعة النيرانِ قامتْ صرخةٌ،

هدرتْ على الكبتِ المقيتِ صدورُ.

لا يعلمُ المعتوهُ أنَّ صلابــة ً

تروي الإباءَ، من القتيلِ ظهورُ.

قمرٌ ينامُ على يدي، والآخر الـ

مقتولُ في فلكِ الصـــــراعِ يدورُ.

 

ومعاركٌ تغزو المدى بفجاجةٍ،

ضربُ المدافع ِ،صيدُهُ العصفورُ.

هذا الهلاكِ أتى من الشرق المجنّـ

ـح ِبالضغينةِ قائــــــــــدٌ موتورُ.

وهنا اغتصابٌ للعفيفةِ عنوة ً،

شرفُ العروبةِ لا يرى فيغيرُ.

ماتَ الضميرُ ينا يا أسطورةً،

لبستْ ثيابَ العهرِ لا تفسيرُ.

عارٌ عليكمْ صمتكمْ قي مذبحي،

غضبٌ بأسنانٍ أم التكشـــــــيرُ.

شجبٌ ورفضٌ والخيانةُ رمزكمْ

تنسونَ عمقاً، والهمامُ قشورُ.

هذي دمشقُ عروسكمْ مهتوكةٌ

بعدَ الفضيحةِ هل لكمْ تعبيرُ.

حمصُ الجريحةِ في طرابلس الصدى

شعبٌ على همس الأنينِ يجيرُ.

أين العروبةُ في مذابحنا وفي

ساحاتهِ التطبيلُ والتزميرُ.

سنموتُ كي تحيوا إباءً سالفاً

إسلامُنا هو حقّنا المنصورُ.