أنشودة الفقر
محمد خليف الرفاشي
انشودةُ الفقرِ في انشادها فخْرُ
لا يأكلُ النارَ إلاّ من بهِ فقْرُ
فالفقرُ في منهجِ الاحرارِ مبدأهُ
نموتُ جوعاً ولا يُحنى لنا كبْرُ
من يدَّعي النصرَ في تذليلِ هامتهِ
الاّ إذا كانَ في اذلالهِ نصْرُ
من قبلُ ان تقمعوا الانسانَ منهزماً
ماذا فعلتم بفقرٍ مالهُ حصْرُ ؟؟
لو أن انفاسنا كانت خلالكمُ
لما تنفسَ إنسانٌ ولا الفجْرُ
تبنونَ قصراً على اجسادِ من دفنوا
فكلما قامَ رأسٌ ينحني ظهْرُ
يا موطني كلُّ شئٍ فيكَ معجزةٌ
نعمْ ففي موطني يُستنزفُ البحْرُ
اقولُها اليومَ والآمُ تعصرني
أصبحتَ امّاً ولكن مالها صدْرُ
أكادُ أُجزمُ انّي فيكَ مغترباً
ويبعدُ الموتُ عن اعناقنا شبْرُ
ظلامُنا دامسٌ والليل يقلقنا
متى يطلُّ علينا ذلكَ البدْرُ
من الملامُ بهذا الفقرِ يا بلدي
هل شحُّ ارضكِ ام هل صابنا سحْرُ ؟
نأتي الى هذهِ الدنيا بغيرِ هدىً
وبعدَ ستّينَ عاماً يبدأُ العمْرُ
الكبتُ يأكلُ مما يحتوي جسدي
وفوقَ ظهرِ لساني ينبتُ الشِعْرُ
النفطُ في موطني شعبي ولقمتهُ
مما يعانيهِ شعبي كم بكا النهْرُ
لا نملكُ اليومَ غيرَ الفقرَ نكتبهُ
حتى تهرّبَ من أقلامِنا السطْرُ
تعبتُ من شدةِ التفكيرِ يا وطني
فكّرتُ فكّرتُ حتى اُجهضَ الفكْرُ
لا أدَّعي الفقرَ لكني اقابلهُ
في وجهِ اطفالِ شعبٍ صابهُ العسْرُ
ولو تكَّلمَ أدناهم لقالَ لكم
آلافُ آلافكم في عيننا صفْرُ
نريدُ خبزاً فقطْ لا نرتجي عسلًا
فليسَ للنحلِ في بستاننا زهْرُ
فلتخرجِ الشمسُ من أعماقِ مغربها
ولينتهي الكونُ مهما كلّفَ الأمْرُ