نداءٌ إلى شعرائنا
09حزيران2012
عبد الله ضرَّاب
نداءٌ إلى شعرائنا
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
الى الأدباء والشعراء الذين تخلَّوْا عن رسالتهم الحضارية ، وجعلوا الأدب والشعر مطيَّة للأطماع والأهواء ، والقلمَ وسيلة للتَّضليل والإغواء.
أيّ سمٍّ حواه نظمُ ما دهاهُ لكي يُهين بيانَهْ ؟ عجِبَ النَّظمُ من دعيِّ قريضٍ عجبَ النَّقدُ من مقاولْ هدْمٍ غاظه أنَّ في الرُّبوع يراعا غاظه أنَّ في الشباب شبابا أهُوَ الشعر أبحرٌ وقوافي ؟ أوَ هان القريضُ في الدَّهر حتى صار وصفا لعاشقٍ يترجَّى صار لغوا مسوَّدا بالمخازي أوَ إن أمطرتْ ثِقالُ القوافي هبَّ طبلٌ مُجوَّفٌ ذو طنينٍ هبَّ يرمي البريء من كلِّ صوب ربَّ ساعٍ إلى الأذى مات غيظا أحمقُ القوم جالبٌ لخصومٍ * * * أوَ إن صاح شاعرٌ أن أنيبوا واتَّقوا اللهَ إنَّه ذو انتقامٍ واتركوا اللَّهو والهوى والمخازي زعم الملهَمون أن قد تنبأْ اوَ إنْ صاح شاعر أن تروَّوْا جزمَ العالمون أن قد تصوَّفْ حاسدا للمُنعَّمين ولولا أوَ إنْ تأوَّهَ المحبُّ بشِعرٍ زعموا أنَّه يحاكي ابنَ حجْرٍ أوَ إن ضجَّ مشفقٌ من شبابٍ قد تحلَّى مثل النِّسا بحُلِيٍّ أدمن اللَّهو والغنا والتَّصابي وصموه بأنَّه ذو فتونٍ أوَ إن صاح شاعرٌ في طريحٍ مثل أعمى أصمَّ فاقدِ حسٍّ يعبدُ البطنَ والعِدا من هوانٍ زعموا أنَّه مُفجِّرُ حربٍ أوَ إن صاح شاعرٌ بعدوٍّ غمزَ الخائرون نصْحاً ونادوا صرخوا أنَّهم دعاة سلامٍ فعجبنا لكافرٍ يُتَولَى لبِّسوا الحقَّ بالهوى كي تنالوا * * * أيها القوم اتقوا الله فينا لكم الشأنُ والثَّراءُ فسودوا لكم الجاهُ في الدنا فاحجزوه إنّكم فافرحوا فطاحل فكرٍ انّكم فافخروا بلابلُ شعرٍ وأجدتم طويله وبسيطهْ فاشكروا نعمة البيان وخوضوا واذكروا انَّ كامن القصد يُبلى إن اتاكم جوامعَ القول فاهدوا إن اتاكم بدائعَ النَّظم فارموا إن اتاكم لطائفَ الفهم فاحيوا إن اتاكم من البديعِ فهبُّوا إن اتاكم دقائقَ العلم فاسعوا إن اتاكم سلاسة ًفي يراع ٍ إن اتاكم منابرا فاجعلوها إن اتاكم سبائك الشٍّعر بثُّوا ما جنيتم عثاكلَ الشِّعر قطْعا لا يهمُّ الشعور ان كان حيًّا لا يهمُّ القريضُ ان رام حقاًّ ما فعولنْ وفاعلاتنْ وفعلنْ فاتَّقوا الله واعبدوه بصدقٍ واسالوه من فضله دون دغلٍ واذكروا أنَّ فوزكم بيقينٍ وسلاما لمن لغَى وتعدَّى | قصيدهْايّ اثم مُركَّزٍ في نشيدهْ أهُوَ الغيُّ كامنٌ في وريدهْ ؟ دنَّسَ الشِّعرَ قاصدا بصديدهْ يحسنُ الهدَّ كي يُطيح بصيْدهْ صادقا كافرا بطوق قيودهْ نزَّهَ الشّعرَ عن فساد مُريدِهْ طافحُ الغيِّ قابعٌ في سدودِه ْ؟ صار فُحشا وجثَّة في جمودهْ ؟ وعشيقٍ مبالِغ في صدودهْ قد تمادى بفحشه وجحودهْ من يراعٍ يريد بعث وروده ْ قد تعرَّى لكبره وكُنودهْ ؟ ربما أطفأ الشهاب بكيدهْ وبريءٍ حماه كيدُ حسودهْ فبليدٌ مُلوِّحٌ ببليدهْ * * * واذكروا الله حاكما في وجودهْ صادقُ الوعدِ فاعلٌ لوعيده ْ؟ انَّ ابليس كاذبٌ في وُعودهْ وسعوا يحجبون فجر صعوده ْ؟ ما فناء النَّعيم مثل خلوده ْ زاعما لانعدام نبع تليدِهْ مانع الفقر غاص فيه لجيدهْ ؟ طاهرٍ نابضٍ بنبض وريدهْ يتغنَّى بكأسه وبغيدهْ ؟ ضيَّع العزَّ وانتفى عن جدودهْ وبأصباغ زينةٍ في خدودهْ مبطلٌ يزدهي بخونِ عهودهْ وبليدٌ مُحجَّرٌ في ركودهْ ؟ ذاهلِ العقلِ سادرٍ في شرودهْ أوْ كَمَيْتٍ موسَّدٍ في لحودهْ يقصد الغربَ خاشعا في سجودهْ غرَّه الزَّهوُ والأنا برصيدهْ ؟ قد غزتنا طلائعٌ من جنوده ْ بعداءٍ مبالغٍ في ردودهْ ؟ واتاهم مرهِّبا بحديدهْ وغيورٍ مُظلَّمٍ لصمودهْ لعنةَ الله في الورى ليهودهْ * * * * لسنا نبغي الزِّحام فوق صعيدهْ ما قَرِمْناَ لمدحه وثريدهْ ما سعينا الى اقتناص سُعودهْ قد وصلتم قريبَه ببعيدهْ قد برعتم في رمله ومديدهْ وزريتم بزيده ولبيدهْ في صوابٍ في غير ظلم عبيدهْ لشقيٍّ به يُرى وسعيدهْ تائها غافلا الى توحيدهْ بنبالٍ من الهدى في ضديدهْ جذوة الحقِّ قد غفت في خمودهْ نحو دحر الفساد او تحييدهْ لاجتثاث الضَّلال أو تفنيدهْ نزِّهوها عن مطعنٍ في شهودهْ ضدَّ كفرٍ منافقٍ او عنيدهْ قيم الخير والإخا في عمودهْ ان طعنتم بشوكه وجريدهْ من عتيدٍ رحيقُه او جديدهْ أطليقٌ مُحرَّرٌ ام بقيدهْ غير ظرف لنَتنِه او سديدهْ مأتمُ العبد في الورى غير عيدهْ غمرَ الأرض والسَّماء بجودهْ وسديدٍ من السُّلوك حميدهْ وسلاما من غِلِّه ورعودهْ |
هوامش :
* اشارة الى قوله عز وجل : ولا تَلبسوا الحقَّ بالباطل وتكتموا الحقَّ وانتم تعلمون البقرة 42
وقوله ايضا : يا اهلَ الكتابِ لِمَ تَلبسون الحقَّ بالباطل وتكتمون الحقَّ وانتم تعلمون
آل عمران 71
والخطاب في الآيتين يدخل فيه المسلمون ايضا لانهم اهل اهم واصح كتاب وهو القرآن الكريم