ثورةُ الكرامة ... فجرُ الحرية
ثورةُ الكرامة ... فجرُ الحرية
خالد
البيطارعَجَزَ اللسانُ فلم يَعُدْ يتكلمُ
لكنها جفّتْ لِكثرةِ ماهَمَتْ
وَيَضِجُّ من ألمٍ فيلْهَجُ داعياً
يارب إنَّ الناسَ في خوفٍ وفي
يارب إن الناسَ في كَرْبٍ وأنت
يارب إن عَدُوَّنا في أرضنا
* * *
قَصَفَ البيوتَ فمنْزِلٌ مُتَأَرْجحٌ
والناسُ بين مُضَرَّجٍ بدمائه
أو مسعفٍ شَهْمٍ جريءٍ لا يبالي
ولربما تأتي إليه شظِيةٌ
* * *
كمْ مِنْ شهيدٍ قُطِّعتْ أعضاؤُه
كمْ من أبٍ أبناؤُه مِنْ حولِه
كمْ من فتاةٍ تستغيثُ ولا ترى
كم من رضيعٍ جائعٍ مُتُلَهِّفٍ
مَنْ ذا يُلبّيهِ وليس له سِوى
* * *
الراجماتُ تهزُّ أركانَ البيوت
كمْ أسرةٍ دُفِنَتْ ولم يظهر لها
كم أسرةٍ زَحَفتْ لِتُنقذَ نفسَها
وتقوقعتْ بجوار ركْنٍ مظْلِمٍ
كم أسرة شَرَدَتْ فلم تعثُرْ على
كم من شباب قُتِّلُوا أو غُيِّبوا
* * *
يا للمآسي أيُّ مخلوقٍ تُرَى
لو كان إنسانا لأدْمتْ قلبَه
لو كان من صُمِّ الصخور فؤادُه
لو كان شيطانا لأحْجَمَ مشفِقاً
لكنه حِقْدٌ دفينٌ كلُّه
تبدو عليه من البلاهة مِسْحةٌ
إن كان هذا مُجْرِما في حقده
* * *
سَئِم الشبابُ من المذلةِ فانبروْا
ثاروا لتحرير البلاد، ومّنْ لها
وَجَدُوا بأنّ الذُّلَّ موتٌ فاجعٌ
فتعاهدوا أن يُسْقِطوا مَن سامَهُمْ
وتسابقوا لِلِقَاءِ أعتى مجرمٍ
* * *
يا شام كم مِنْ مِحنةٍ مَرَّتْ فلمْ
وصبرتِ حتى جاءكِ النصرُ
* * *
مهما يطُلْ عهدُ البلاءِ فإنه
فالنصرُ آتٍ والشهادةُ أخْتُهُ
وعِبادةُ الصنمِ الوضيعِ ستنتهيوغدتْ دموعُ العين عنه تُتَرجِمُ
والقلبُ أصبح بعدها يتضرّمُ
ياربّ أنت تَرى وأنت الأعْلَمُ
ضيقٍ وإرهاقٍ وأنت الأرحَمُ
مُفَرِّجُ الكُرُباتِ أنت الأكرم
ولديْهِ جيش للدمار عَرَمْرَمُ
* * *
يأبى السقوطَ ومنزلٌ متهدِّمُ
ومُكبَّلٍ بجراحِه يتألم
بالقذائفِ والقذائفُ تَرْجُمُ
فيصير شِلْواً فوقهمْ يَتَكوَّم
* * *
رأسٌ هنا ويَدٌ هناك ومِعْصَمُ
يبْكون والقذفُ المُريعُ يُدَمْدِم
أحداً إلى إنقاذها يتقدم
يبكي بصوتٍ ضارعٍ يَستَرْحِم
أُمٍّ، وقد ماتتْ وكفَّنَها الدمُ
* * *
تهدُّها والطائراتُ تُحَوِّمُ
أثرٌ يَدُلُّ على اسمها أو مَعْلَم
مِنْ حائطٍ في بيتها يتهدَّم
وقلوبُ مَنْ يَرمي ويَقْصِف أَظلَم
سقفٍ يَقِيها أوملاذٍ يعصِم
كمْ من بنينَ ومِن بناتٍ يُتِّموا
* * *
هذا الدعيُّ الحاقدُ المُتَحَكِّم
أسرٌ بداخل بيتها تتفحَّم
لتفجَّر الصخرُ الأصَمُّ الأسْحَمُ
ممّا يقوم به الشقيُّ المجرم
قد فاح منه الشرُّ فهو الأرْقَم
لكنَّه للمجرمين مُعلِّم
فأبوه أحقدُ منه بل هو"أجرم"
* * *
للظلمِ والذلِّ المُهين وأقْدموا
إنْ لمْ يَجُودُوا بالنُّفوسِ ويَعِزِموا
يَأْبَاهُ لا بَلْ يَزْدَرِيهِ المُسْلِمُ
سَوطَ المذلّة والهوانِ وأقسموا
لم يجبُنُوا لم يَرْهَبُوا لم يُحْجِمُوا
* * *
تستسلمي ونَعَيْتِ مَنْ يستسلم
العزيزُ مِنَ العَزيزِ وإنّه لَمُحَتَّم
* * *
سيزولُ عن وَجْهِ البلاد ويُهْزَمُ
صِنْوَانِ مُقْتَرِنانِ نِعْمَ التوْأَم
ويُهِلُّ فجرٌ بالكرامة مفْعَم