الحزن الدمشقي
الحزن الدمشقي
محمد طكو
حزني على الشام لم يبق لها أحدا
لا شيخ يثربَ لا قساً ولا سندا
كأنهم في بلاط الوغد حاشيةً
والوغد قتلاً بالأحرار قد عمدا
وثورة الشام أضحت في مناسكنا
نطوف بالأرض لا نحصي لها عددا
والعالم الصَمُّ في محراب قاتلنا
طاف طواف الكفر فيه ما ارتعدا
إن أجمع العُرْب في التابوت دعوتهم
أعطوه عذراً فلا صلى ولا سجدا
قد يعطِه العُرْب وقتاً كي يذّبحنا
ونخوة العُرْب تاهت عن صبا بردى
بئس الممالك لا ترق مبادئها
والسوط يأكل خير الأرض والجسدَ
والدم يسقي بلاد الشام قاطبةً
بئس الرجال إذا ما ثأرها اتقدا
وبئس فردٌ إذا خان ديانته
والحق يسطع كالمشكاة ما خمدا
قد جعجع العُرْب لا سيفاً ولا رمحا
بئس البلاد إذا ما نصلها غمدا
الله أكبر جلّق ألف مكلمةٌ
يا موطن النصر إن الله قد وعدا
****************
لو أجمع الغرب في فرض العقوبات
جوعاً لشعبٍ يميت الشيخ والولدا
ويعلم الغرب أن الوحش يقتلنا
فساعدوه بجَورٍ في البلاد بدا
تبادل الغرب أدوار مسلسلهم
يا فرحة الوغد إذ أبقوا له أمدا
الحرّ يصرخ والجرذان تنهشه
وسكرة الموت أودت كل من حمدا
لو يعلم الناس ما في الدار من رمقٍ
حتى الجدار فرّ اليوم ما صمدا
والليل خيّم كم يخفي بظلمته
يا وحشة الكون أضحى الصوت خلف صدى
حيناً تعرش في الظلماء قصتنا
حيناً تلاقي دهاليزاً تصير مدى
وأجمع الشعب أن الحشر موعدنا
والعين تصمت لا دمعاً ولا رمدا
كأنه اليوم مافي الأرض من بشرٍ
والحق قولٌ برحْم الشام قد ولدا
تذبذب الناس في هديٍّ وفي علمٍ
لكنه النور خيرٌ بعد ما حصدا
سيكذب الشيخ في تفسير قرآنٍ
ويكذب القس في الإنجيل إن قصدا
كلٌّ يرائي أمام الناس مفخرةً
و كاذب القوم لا يُفتى وإن رشدا
وظالم الناس كل الناس تعرفه
لكنه الحق يُدمى قولُـــــه أبدا
لا لست أؤمن في دينٍ يذبذبني
بل صرخة الحق هزت كل من سهدا
ويجمع الغرب والأعراب زمرتهم
إن أُسقط الوغد أمن الشر قد نفدا
صهيون يهنئ في نومٍ على عرشٍ
والشام تشحذ خبز الأرض لو وجدا
ويقبع الجوع عند الأهل أجمعهم
والنفط يرحل صوب الغرب كي يلدا
بخٍ لنفطٍ وأربابٍ له سجدوا
إذ طالما خاب سعي المرء ما عبدا
يا لعنة الموت لا تبقي على طفلي
إن اللهيب يزيل الجوع ما بردا
هذي الشآم إذا ما استنزفت طفلاً
جاءت بطفلٍ يريد الحق معتمدا
ويشهر الصوت في وجهٍ يجرجرنا
يقاوم الظلم لا يخشاه مذ ولدا
والله يعرف أن الذل مظلمةً
فيرسل الجند من عليائه مددا
ويدرك الشعب أن الله ناصرنا
لن يخذل الله مكلوماً إذا شهدا
نزفاً نزفت على الحروف من ألمي
من يفقه القول من يدري ومن رشدا
كأنني الطفل خارت كل قوته
وأمه لاقت في موتها عددا
وأحمل الشام في قلبي فيرهقني
جرح الحبيبة وأضعف رده أبدا
سيفرح الأهل أني صرت شاعرهم
ويبكني الشعر حرفاً نازفاً جهدا
هذي جراحي وحال الأهل من حالي
صدقاً بكيت ديار الأهل مقتصدا
لا أُلبس الشعر أثواباً مزركشةً
ويرفض الشعر ثوب الذل مرتعدا
وحسبيَ اليوم أن الثورة اتقدت
حتى أغني لتوت الشام متقدا
الأحد 6\11\2011 م
الموافق للعاشر من ذي الحجة 1432 هــ
أول أيام عيد الأضحى المبارك