الغباء الإنساني

وخزة ضمير (11)

الغباء الإنساني

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

على الرغم مما يتمتع به الإنسان من قدرات عقلية فائقة، وما يتقنه من مهارات فكرية متنوعة، متجلية في أنواع متعددة من الذكاء، إلا أنه في أحايين كثيرة يكون أغبى من النعامة، وأحمق من هبنقة، أبعدكم الله عن غباء هؤلاء المساطيل، الذين يظنون أنهم من ذوي القدرات العقلية الخارقة، ولكنهم فعلا وحقا، يعانون بهذا الذي يتوهمونه من أطياف سراب العقل الخادع.

لقد صنف العلماء الذكاء إلى أصناف، وغفلوا عن تصنيف الغباء إلى أصناف، فإن كان للذكاء ثمانية أصناف فإن للغباء ثمانين صنفا، بل إن الغباء شرش وقرّن في رؤوس هؤلاء رابطا أرجلهم بأوهام عقولهم فظنوا الظنون الواهية، وتمردوا على كل ذوق ومنطق، وتمتعوا بكل جدارة ببلادة الحس، وانعدام المسؤولية، وتجردوا من رهافة الذوق الإنساني.

ولعل أشد أنواع الغباء الإنساني ألما هو ذلك الغباء الذي يحط الإنسان إلى مرتبة حيوانية، تتركه في أسفل سافلين، وتصيره كائنا هلاميا ساعيا نحو مجهول أسود وليل أربد، لا يكاد يميز حقا عن باطل أو مسموحا عن ممنوع، جبلته الدناءة بكيميائها المردي، وحفرته الشقاوة في بئرها السحيقة، ليظل يحيا في جهنم الغباء الإنساني، ظانا أنه يحسن صنعا بذكاء غير موهوم، وإذا به يتقلب في شقاوة الجهالة حيث لا نافع ولا نصير غير أبجدية الموت والسواد.

يا     للرياح     الماجناتْ
أبدلن     أصوات     الغنا
يا     للرياح     الهائجات
والنفس  تعمى  في  الردى
يا     للرياح     الخائنات
هتفت     بكل     غرورهم
يا      للرياح     الكافرات
وتلبدت      فيها     الغيو
يا      للرياح     الجائراتْ
النائمات     على    الخنا









أرعدن    أصوات   المماتْ
صوت النعيق على السباتْ
فالليل     موفور    iiالرفات
فيصيدها    وحش    الفلاةْ
هبت     لتجمعهم    بهاتْ
يا    وهم   حلم   الهائمات
سيف     تسلط     بالحياةْ
م  وصا  في  العدوى ثبات
الحائرات           القاهراتْ
الجامعات          الفارقاتْ