يا فتاتي
همسة حب صباحية (14)
يا فتاتي
فراس حج محمد /فلسطين
تحية ملء شوقي النابت في أعصابي، والغائر في عمق أعماقي، والراسخ في نسيج أفكاري، القائل كل حين بلا انقطاع بين الحين والحين: سأظل منتظر اتحادنا الطاهر في أيقونة المحبة الخالدة، هكذا جعلتني المحبة أيقونة غرام مقدسة، مسافرة حيث استقر قلبي في سويداء قلبك، فاتحدا رغما عن بعدنا فنحن له قاهرين، ولهزيمته بعون الله قادرين.
فلا شيء أقوى من الحب إلا محبا نذر نفسه ليكون مجبولا ومصوغا بمفردات العشق الأبدية، متقلبا في أفياء الرجاء للوصول إلى عسل مصفى يفيض من بين شفاهك، فتُروى الروح بعد أن تشرذمت في صحرائها، وينبت الورد فواحا بعطور الياسمين وأبيض الفل، مغلفا بأريج الرياحين العابقة بكل هبة نسمة، لتقول: المجد كل المجد لك أيتها المحبة التي بها اكتسبت حياتنا طعمها، وصار لأيامنا معنى، ولأوقاتنا أهمية، فصرنا نحرص على كل ثانية، فلا نضيعها سدى من دون أن نعلي صرح علاقتنا، فتزهو شامخة على كل بنيان، متطاولة حتى على عالي النجوم والأقمار، فتهدينا من مشاعرها أبهى جملة وأفصح بيان، لتكتب شعارها الأزلي:
محبتنا هوى النفسِ
عليها كامل الأنسِ
تجند فرحة جذلى
تفيض برقة الحسِ
فيا أحلامنا اشتعلي
وغني يا رؤى الحدسِ
وحلي النجم واكتملي
وصوغي بهجة العرسِ
فكلي عامر حبا
لحب حل في نفسي
يبارك حبنا المعنى
فيكتبنا على طُرْسِ
فليلى تسكب الآمال
في قلب الفتى تُمْسي
ويشدو سحرها الكونيّ
في سعد الهوى كأسي
فليلي اليوم قافيتي
وبدري مع سنا الشمسِ
وليلى اليوم لي رمز
تحل بقامة الأمسِ
فتمسح دمعتي الحرى
فيشفى بالهنا بؤسي
فروحي روحها أبدا
تعيد بحبها همسي
فلولاها لما عادت
يبدل فرحُها نحسي
تشكلني كما تهوى
فيحلو عندها حبسي
تغيرني بأفكاري
بلا شك ولا لُبسِ
سعيد بانتفاضتها
يرن بلحنها جِرسي
تبادلني محبتها
وتغرس في المدى غرسي
تظل حبيبة للروحِ
أعزّ عليّ من نفسي!