المقامة الربيعية

المقامة الربيعية

صالح أحمد

[email protected]

"إذا ملكٌ لم يكن ذا هِبَة      إصبر، فإنّ حكومته ذاهِبة"

الليل يطوي الليل، والويل يُفني الويل.. والظّلُّ في فلك، إن لم تتابعه؛ خالَفك.. والمقام؛ ما دامَ لغيرك حيثُ صارَ لك... ما رمتَ ما لا يُرام..  وكل ما في الكون ميراثٌ، وكل أحلام الناس أضغاث... وما نيلَ أضحى غابرا، وما المرءُ في ما نال أو أمّل أو قالَ.. إلا عابرا.. فاجعل هواك صداك... واجعل حلمك أثَرك.. واترك الدّنيا قبل أن تتركك، واشمخ إلى ما إن أخلصتَ فيه دام لك...

نفوسُ     iiمُشرئبّة
لكَ  الحياة  iiعذبة
فيا  من خانَ iiقلبه
هوى النّفوسِ كِذبة
كذا  الغرورُ جَذبَة
حياةُ  المَرءْ iiغُربَة






مرامها    iiالمعالي
إذا   بذلتَ  iiغالي
وسارَ   لا   يبالي
يعافُهُ       جَلالي
لأسوأُ        المآلِ
بدايةٌ         لتالي

الطريق؛ طال أو قصر، بداية ونهاية. والعمر محسوبٌ لك، ثمّ محسوبٌ عليك... أفنيت وأبليت وأورثت... قدّمتَ وأخّرت.. ستعلم حين تراه حاضرا ما جهلت...

والعمرُ iiمشوارُ
والقبرُ صندوقٌ
العزُّ  لا  iiيبقى
يا طالِبَ iiالدّنيا




مصيرهُ iiمحتوم
للسرّ يا موهوم
المُلكُ    للقيّوم
نعيمُها  مَهدوم
ألا    فلتَنشَطِ    الأقدامْ
فَكُنْ في ذي الدُّنا iiسائِحْ
وذاكَ    فَخورُها   iiالقَزَمُ
فما  عَشِقَ  الدُّنا  عاقِلْ
فما في العَيشِ ما يُرجى





هُروبًا  من  دُنا الأوهامْ
فإنَّ     نَعيمَها     رائِحْ
وذاكَ   مَصيرُها  iiالعدَمُ
وطالِبُ   مُلكِها   غافِلْ
وتقوى  البارِئِ  iiالمَنجى

وكل ما ترى العين، من جهل مستحكم، وظلم مستبد، وبطش وكيد.. من حاكم يحكم بالسّوط والقيد، ويدير شؤونهم بالكيد، ما حمى لهم أرضا، ولا أبقى لهم عِرضا، ولا أوفى لهم عهدا... فما أعَدَّ خيلا ولا جُندا، إلا ليقال له المفدّى، يحتمي بسلطانه، وغَشمَةِ أعوانِه، يضرب شعبه بيد من حديد، كأنه المبدئ المعيد... ولدى الأعادي ساقطٌ رعديد، "قزم على كلماته يحتالُ" يخال الناس لا تفهم... يظنّ قراره مبهم..

فيامن    يظلِمُ   الخلقَ
وإن سُمتَ الورى بَطشا
لَكَ  الديّان  iiبالمرصادْ
يَمُدُّ   لكم   ولا   يَنسى
قريبٌ   إن  دَعى  داعٍ
لكلٍّ    ساعَةٌ   تُقضى
فكم   من  أمَّةٍ  iiسَبَقَتْ
وكَم   مَلِكٍ  غَدا  iiقزَمًا
ولم  يَرعَ  الحُقوقَ  ولَم
فَنالَ   جَزاءَ   ما  أدّى










رماكَ   الظُّلمُ  iiبالأظلَمْ
وحقِّ   اللهِ   لَن  iiتَسلَمْ
وإن  طالَت  فلا  iiمَغنَمْ
إلهُ     الحَقِّ    فالتَعلَمْ
مُجيبٌ    إنَّهُ    الأكرَمْ
وسِرُّ    اللهِ   لا   يُعلَمْ
غَدت للموتِ، بَل أَعدَمْ
وذاقَ  نكالَ  ما  iiأجرَمْ
يَصُنْ  حِلًا  ولا iiمَحرَمْ
وإنَّ    اللهَ    لا   يَظلِمْ