هُمُ الأحياء

هُمُ الأحياء

إلى كل الشهداء الذين تحدوا بموتهم جبابرة الموت

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

قرأوا على مهل كتاب حياتهم

وترنموا بخرير ماء الشعر

ينقشع الظلام بحرف جملته

المقطعة العبارة

قرأوا الحياة وشاقهم ما في الكتاب

من الإشارة

وتعلقوا بالأنجم التي أفلت، لتعود

مشرقة مُنارة

وتسلقوا حصن الجنون ورتبوا

صور الإثارة

وتعانقوا لغة ونورا

وصار الموت يبعثهم

قراره

رحلوا بترتيل الحياة تنام في أجفانهم

سورا من التعاليم المخبئة المعاني

واستفاضت مثل نور الله

تستهدي مساره

هم الأحياء في ليل طويل الحزن

قد شبوا أواره

هم الأنوار إنْ موت الحياة غدا

كأشلاء مطاره

هم الدنيا

هم الدرب المعبد

والجلالة فيهمُ

تحدوا شعاره

سيقرأ في متاهات العقول

وترتل الأحلام ناره

سيكون سفر الحائرين

على الموسيقى

اللحن

تنثره ترقِّص كل ميْت قانع

يهوى حصاره

قد حاول الشعراء قبلي فهمه

لكن عجمة فكرهم

درست حجارة!

لم يحسن الشعراء يوما صوغه

في مثل ما صاغ العناق

من النضارة

هم وحدهم

في شوقهم للاتحاد

كأنهم سيل الفضاءات

التي عبقت بمعناهم وأضحت

كالرؤى

تسري مع الفجر

ارتعاشات الجسارة

أنى توجهنا رأينا الزهر

والأشجارَ

والأحجارَ

والطير الشجيّ

تسطرهم في دفتر الأكوان

من سر الحضارة

هم وحدهم

ملكوا الحياة وخلفونا ميتين

يا أيها الموت انتفض

وتعال كي تجني الحياة

لنرتب ما لنا من أمنيات

ونسير سير القادرين

لنفوز يوما بالطهارة