أسفك دمي

أسفك دمي

أبو المنصور

أسفُك دمي، واطبع على جسدي خُطاكْ  ‍

واخنق نداءاتي وزيّف ردّها، واسمع "فداكْ"  ‍

واغسل يديك – إن استطعتَ – تظلّ آثمةً يداكْ  ‍

واستقدم الأهوال والأرزاء تنهل مَن بَلاكْ  ‍

وأعد كتابة صفحة التاريخ، أضحِكْ كلّ باكْ  ‍

جمّل جرائمك الفظيعة، قزّم العُظما عِداكْ  ‍

واكتب على باب الجحيم: "جنان ملكي".. لا فِكاكْ  ‍

نفذت محابرك الكثيرة، واستفضت، فسَل مُناكْ  ‍

هل صدّق التاريخ مَينَكَ، هل شللت بنا الحِراكْ؟  ‍

كذّب وفنّد كلّ ما يُروى وبدّد ما يُحاكْ  ‍

أنت المصيبـ    ـة والمنــ    ـية  والرز  ية والشراكْ  ‍

إنّي عذرتُكَ، قد عراك البرد.. مِن خوفٍ دهاكْ  ‍

فصنعت من جسدي الوقود محاولاً دفع الهلاكْ  ‍

 لا تأسفنّ عليّ لا تبك الضحيّة يا "ملاكْ"  ‍

فدموع عينك لن تخادع – لو هَمت – أحداً سواكْ  ‍

أنا مطمئنٌ هانئٌ – بعد الممات... فهل تُراكْ ؟؟!!!