المزابل
المزابل
بمناسبة مجزرة حماة في ٢ فبراير
١٩٨٢ قصيدة مهداة إلى الروح الخبيثة للجزار
حافظ
المزابل
لعنتُ روحك في سرّي و في علني
يا حافر البغلِ يا قاذورة الزمنِ
...
تحوي الدماءَ عروقُ الناس قاطبة
إلا عروقك لا تحوي سوى النتن
يا سارق الشام إن الشام قد كفرت
بدين غدرك و استعلت على الوثن
سابقْتَ إبليس في خبثٍ فكنت له
شيخا تدرسه منظومة الشَّطَنِ
يهذي وريثُك كالملسوع مضطربا
هذْيَ الغباوة لعثمةً فيُقْرِفني
باع البلاد لأحفاد المجوس كما
بعتَ اليهودَ ذرى الجولان لم يَصُنِ
أخوه يفتك مثل الوحش مقتديا
بالعمّ يتْبَعُ ذاتَ النهج و السَّنَنِ
فافخرْ بنسلك يا مثبورُ مزدهيا
هذا سفيهٌ و ذا جحشٌ بلا رسن
و الصِّهرُ ينهَشُ نهش الضبع ليس له
من طَبْعة الناس إلا صورة البدن
ما هذه الخِلفةُ الملعون أجمعها
ما منكُمُ أحدٌ للهِ لم يَخُنِ
يعوي بلَعْنِكَ ذئبُ الغابِ من عجَبٍ
يقول غدرك يا مقبورُ أفزعني
حتى البلابل تدعو الله ضارعة
تشكو فسادك إن غنَّتْ على فَنَنِ
تقول عدلك يا جبار ينصفنا
فأضرمِ النار في قبْرٍ و في كفنِ
فاهْنأ حُوَيْفِرُ نارُ القبر تسليةٌ
في جنب حظِّكَ يوم الفصل إن يَحِنِ
و اهربْ بجلدكَ يا بشار هرولةً
و اعمل بنصحيَ إذْما كنتَ تسمعُني
يا عاشقَ الرجسِ و الأوساخ و العفنِ
تلكَ المزابلُ فاقصدها و دعْ وطني