رسالة إلى الإمام الشهيد حسن البنا
04شباط2012
أ.د/ جابر قميحة
(بمناسبة مرور 63 عاما على استشهاده)
الإمام الشهيد حسن البنا |
أ.د/ جابر قميحة |
بمؤامرة خسيسة تضافرت أيدي الحكومة المصرية العميلة والاستعمار الإنجليزي, والملك الدكتاتور, وأعداء الإسلام, واغتالوا إمام هذه الأمة حسن البنا في 12 من فبراير 1949.
لقد عاش مجاهدًا.. مربيًا.. وعلي يديه تخرج جيل من الأبرار الأطهار, وامتدت ثماره إلي كل أنحاء العالم. وفي حياته.. بل بعد استشهاده اتهمه عميُ الضمائر والبصائر بالعمالة والإرهاب, والدكتاتورية في قيادة الجماعة, والجمود والضبابية الفكرية, ولكن أخطر هذه الافتراءات اتهامه بالتعصب الديني والعمل علي زرع الفتن الطائفية والدينية بين المسلمين والأقباط.
يـا إمامي الشهيدَ هـاكَ صاغ من مهجتي رسالةَ صدقٍ قلمي مـن أسًى، وقلبي مدادي وحـروفي أُلْهِمْتُها من رُؤاكم ورأيـنا التاريخ يتلو الخفايـا * * * فـرأيناك يـا إمامـي شموخًا تـرفع الراية الطَّمـوحَ عليها فكتابُ السماء يسـري ضياءً مـرَّ قرنٌ مـن الزمان تجلتْ كـلُّ أيامه انتصار عـظـيمٌ وتـَربَّى عـلى يديك شبابٌ كلهم في النهار فرسانُ حـقٍّ فيفيض المحرابُ نورًا وتقوى * * * كنتَ فـي الفيلقِ الهَصـور إمـامًا تَمْخُرُ الصَّخْـر فـي يقيـنٍ وعـزْمٍ لا تهـابُ الإعصـارَ فالحق أقـوى من صدى الزحفِ قد صحا المشرقان وسمعنـاك كنـتَ فينـا تـنـادي بقلـوب تفـتَّحـتْ .. مُصْغيـاتٍ "أيُّهـا الإخـوانُ استجيبوا تعالَـوْا ولْتعيشوا الأنفـالَ والنـورَ والإسـْ ولْتنادُوا "القـرآنُ دستورُنا الـحـقُّ ولتعـيشـوا محـمـدًا وهـداه ولتنادوا "الجهـادُ خيـرُ سبيـل واعلموا أن الموتَ في اللهِ أسْمَى * * * "سيقـول الحـاقدون أنـتم دعـاةٌ ويثور الحكامُ حرصًا على الحكـ فاصـبروا للعـذاب صبـرَ بلالٍ لا تـَميـدوا وإن مــادت الأرْ * * * ثـم سالتْ دمـاكَ مـن أجل دينٍ يـا إمـامي لـو صـحَّ فيكَ فداءٌ يـومهـا مصـر يُتِّمَتْ وتجلَّـتْ وحُكِمْنَا بالبغـي والظلـم والنـا وتـولى قيـادَهـا عصبـة مـن وبهـا استأسد الـكـلابُ وصارت وتــوالـتْ هــزائـمٌ ورزايـا فعَـوالي العـروشِ ليس عليـهـا والسجـون السوداء للحُـرِّ سُكْنـى والنفـاق الخسـيس خــيرُ سبيل ولْيعشْ شعبُنـا ضـياعًا وجـوعًا فـي جحيم التزوير والبؤس يمضي ثـم قالـوا "التوريث حـقٌّ أكيـدً فهـل الشعـب كالـعبيد ليُشْرَى يـا أمـيرَ القصـورِ إنـا خُلقـنا ديـنُنـا عـزةٌ وحـقٌّ وعــزم لا نُـبـالـي بمحنـة وكـروب قـد تهـون الـدماءُ لكـنْ لتبقَى فهْي مـن عزة الإله، استُمـدَّتْ يـا إمامي الشهيد بعدك صارت وغـدا الدينُ في الكنانة عِرْضًا غيـرَ أن العـزاء أنَّا رأيـنـا في شمالٍ وفي جنوبٍ، وفي شر حيـث ذكـراك فـي كل قلب أنـت إِسْـمٌ على مسمًّى جليلٍ "حسنٌ" أنـت في الحياة عظيمٌ وبنيتَ النفـوسَ حصنًا حصينًا إن تكـن قد صنعتَ جيلاً أبيًّا فلقـد كنتَ فـي شموخِك جيلاً فسلامًـا وأنت في جنة الخلـ حيث تحيـا حياة طُهر ونُعْمَى | بيانيعـاجزَ الخطوِ، نازفَ ووجـودي ذَوَى وعمـْرِيَ فاني نـاطـقٌ بـالإبـاءِ والإيمـان زاكـيـاتٍ عـطريـةَ الأردان فـي سفـورٍ كـأنـه القمران * * * مشرقَ الوجهِ مـن وراء الزمان مصحـفُ الحـق حـوله سيفان فـي حمـى قـوةٍ مـن الديّان فيه ـ يا سيدي ـ جليلُ المعاني مثلُ بـدرٍ يـوم التقى الجمعـان وشيـوخٌ فـي عزمـةِ الشبـان ومـع الليل مثلمـا الـرهبـانِ إذْ يـخـرون فـيـه للأذقـان * * * إذ تـقـود الإخـوان كـالرّبـان واعـتـدادٍ بـقــوةِ الإيـمـان مـن جيـوش الطغـاة والطغيـان فاستجابـا وزُلزِل الـمغـربـان صـادقَ العـزم رائـعَ العُنفـوان وعيـونٍ إلـيــك كُـنَّ رَوَانـي ولْيـكـنْ كـلٌّ منكُـمو قـرآنـي ـراءَ والفجرَ والضحى والمثانـي ونـورٌ سـَري بـلا نُـقـصـان فـهْـو فـينا الزعيمُ في كلِّ آن لانكسـارِ الطغيـان والكفـران" غـايـةٍ حـرَّةٍ، وأرقى الأماني" * * * لـدمـار السـلام والأوطـان ـم ومـا يملكون مـن سلطان ولتكونـوا أقـوى من الصَّوَّان ضُ، وشُـمُّ الجبـالِ والأركانِ" * * * صُنْتَه مـن تـآمرِ الشيطـان لفَدَيْنا بالـروح والـولـدان شمسُها فـي الحِداد والأحزان ر وقانـونِ الغابِ والغيـلان عسكرٍ منْسرٍ ومـن ذُؤبـان مرتعـًا هانئًا لكل جـبـان وضَربْنا فـي التيه كالعُميان غيـرُ لصٍّ وداعـرٍ شيطان والقصورُ الغنَّاء للقرصـان لقلوب السلطـان والأعـوان وهـوانًا مـا بعده من هوان وانتهـاك الحقـوق بالإذعان لأميـرٍ مـن خـِيرة الشبان" أو عقـارٍ يهـون أو حيوان؟ أمـةً حـرةً عـلى الأزمان وإباءٌ يعلـو عـلى التيجـان أو بجـوع وحُرقة الحرمان طيلةَ العمـر عـزةُ الإنسان والرسولِ العظيـم والقرآن مصـرُ نهبًا لعُصبة الشيطان مستباحًا لجاهـل عُـدواني فـي عهود التسليم والخِذْلان قٍ وغربٍ "وجودَنا الإخواني" كضيـاء معطَّرٍ رحمـانـي فهمـا فـي الجـلال يلتقيان إذْ عطفتَ القلـوبَ بالإحسان شامـخَ العـزِّ راسخَ البنيان وبنيـتَ النفـوسَ بالقـرآن أمـةً فـوق قـدرةِ النسيان ـدِ سعيدٌ بالروْح والريحان وخـلودٍ في العالم النوراني | الوجدانِ