لأني عراقي
وحيد خيون
لأني عراقيْ
بدَأتـُمْ تـَطيرونَ عَنّي بعيداً
نَعَمْ يا رِفاقي
لقد كنتُ أطْعَمْتـُكُمْ خُبْزَنا…
وكنتُ الوَقودَ مِن الإحْتِراق ِ
لأني أنا لحظةُ الإنْطِلاق ِ
بدَأتـُمْ تَطيرونَ عني بعيداً…
نعمْ يا رفاقي
وللدّهْرِ يومانِ... يومٌ شديدُ الجفاءِ
ويومٌ شديدُ التلاقي
فلا تهرُبوا مرّةً مِنْ لِقائي
ولا ترْغَبوا كلـُّكُم في فراقي
فما زالَ عندي جَناحْ
وما زلتُ رُغمَ الدّمارِ الكبيرِ
ورغمَ تَنامي الجِراحْ
أُغَيِّرُ حتّى اتِّجاهَ الرياحْ
وما زالَ ساقي…
كنَخْلِ (السّـماوةِ) لا ينحني في جفاءٍ…
ولا ينْحَني في تلاقي
وما زلتُ أجْري بمائي وأرضي
وتَمْرِ النخيلِ اللذيذِ المَذاقِ
لأنّي عراقي
أضُمُّ العروبةَ للنائباتِ…
وأُخْفي مواطِنَهُمْ للزّمَنْ
ولمّا تغَرّبْتُ في لحْظةٍ…
وأعْيى كياني فراقُ الوَطَنْ
تخَلَّ المُحِبّونَ قبلَ الأوانِ
وصاروا يقولونَ لي أنتَ مَنْ؟
أنا مَنْ تجَلّى لكم في الظلامِ…
ومَنْ ظلَّ في جَنْبِكُمْ في المِحَنْ
دفعتُ الفواتيرَ عنكم دماً
وما قلتُ يوماً اُريدُ الثّمَنْ
وما إنْ تعَثّـرْتُ في لحْظةٍ في سِباقي
بدَأتُمْ تطيرونَ عني بعيداً
نعم يا رفاقي